للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في محل جر عطفا على الضمير المجرور في قوله: {حَسْبُكَ} وتقرير المعنى عليه حَسْبُكَ اللَّهُ، أي: كافيك، وكافي من اتبعك من المؤمنين.

وأجاز ابن القيم والقرطبي في قوله: {وَمَنِ اتَّبَعَكَ} أن يكون منصوبا معطوفا على المحل؛ لأن الكاف مخفوض في محل نصب، ونظيره قول الشاعر:

إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا ... فحسبك والضحاك سيف مهند

بنصب الضحاك كما ذكرنا، وجعل بعض العلماء منه قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (٢٠)} فقال: {وَمَنْ} عطف على ضمير الخطاب في قوله {لَكُمْ} وتقرير المعنى عليه: وجعلنا لكم ولمن لستم له برازقين فيها معايش، وكذلك إعراب {وَمَا يُتْلَى} بأنه مبتدأ خبره محذوف، أو خبره {في الكتاب}، وإعرابه منصوبا على أنه مفعول لفعل محذوف تقديره، ويبين لكم ما يتلى، وإعرابه مجرورا على أنه قسم، كل ذلك غير ظاهر.

وقال بعض العلماء: إن المراد بقوله: {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ} آيات المواريث؛ لأنهم كانوا لا يورثون النساء، فاستفتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، فأنزل الله آيات المواريث.

وعلى هذا القول فالمبين لقوله: {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ} هو قوله: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} الآيتين. وقوله في آخر السورة: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} الآية. والظاهر أن قول أم المؤمنين أصح وأظهر.