كثيرة كقوله:{إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى}، وقوله: {وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (١٩)}، وقوله: {وَأَحْيَينَا بِهِ بَلْدَةً مَيتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (١١)} والآيات بمثل ذلك كثيرة أيضًا، وسترى إن شاء الله تعالى أمثلة كثيرة للبراهين الثلاثة المذكورة في محلها.
ومن أنواع البيان المذكورة فيه أن يذكر لفظ عام، ثم يصرح في بعض المواضع بدخول بعض أفراد ذلك العام فيه، كقوله:{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ} الآية. فقد صرح بدخول البدن في هذا العموم بقوله بعده:{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية.
واعلم أن مما التزمنا في هذا الكتاب المبارك أنه إن كان للآية الكريمة مبين من القرآن غير واف بالمقصود من تمام البيان فإنا نتمم البيان من السنة من حيث إنها تفسير للمبين باسم الفاعل، ومثاله قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (١٠٣)}، فقد أشار تعالى إلى أوقاتها في قوله:{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} الآية - وقوله:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} الآية، وقوله: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧)} الآية. على ما ذكره جمع من العلماء من أنها في أوقات الصلاة.
وكقوله تعالى:{وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} على القول بأنها في الزكاة وأنها غير منسوخة، فإنها تشير لها آيات الزكاة كقوله {وَآتُوا الزَّكَاةَ}، وقوله:{وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}.
وكقوله:{قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ} الآية، فإن القرآن زيد فيه على هذا الحصر تحريم الخمر فنبين ما زاده - صلى الله عليه وسلم - بالسنة الصحيحة، فمثل هذه المسائل نبينها بيانًا تامًّا بالسنة تبعًا