وهذا الحديث رواه أَبو داود من طريق أخرى ليس فيها المغيرة المذكور. حدَّثنا عمرو بنُ عثمان وكثير بنُ عبيد قالا: ثنا بقية، حدثني بشر بنُ عبدِ الله بنُ بشار. قال عمرو: وحدثني عبادة بنُ نسي عن جنادة بنُ أبي أمية عن عبادة بنُ الصامت نحو هذا الخبر، والأول أتم، فقلت: ما ترى فيها يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال:"جمرة بين كتفيك تقلدتها أو تعلقتها" اهـ منه بلفظه.
وفي سند هذه الرواية بقية بنُ الوليد وقد تكلم فيه جماعة، ووثقه آخرون إذا روى عن الثقات، وهو من رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقًا. وقال فيه ابن حجر في التقريب: صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء. والظاهر أن أعدل الأقوال فيه أنَّه إن صرح بالسماع عن الثقات، فلا بأس به، مع أن حديثه هذا معتضد بما تقدم وبما سيأتي إن شاء الله تعالى.
ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد والتِّرمِذي عن عمران بنُ حصين رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال:"اقرأوا القرآن واسألوا الله به، فإن من بعدكم قومًا يقرءون القرآن يسألون به الناس" قال التِّرمِذي في هذا الحديث: ليس إسناده بذلك.
ومنها ما رواه أَبو داود في سننه: حدَّثنا وَهْب بنُ بقية، أخبرنا خالد، عن حميد الأعرج، عن محمد بنُ المنكدر، عن جابر ابن عبدِ الله قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نقرأ القرآن، وفينا الأعرابي والأعجمي، فقال:"اقرءوا فكل حسن، وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه".