يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (١)}؛ لأن انتفاء العوج عنه هو معنى كونه قيمًا.
وعزا هذا القول الرازي وأبو حيان لصاحب "حل العقد"، وعليه فهو بدل مفرد من جملة.
كما قالوا في "عرفت زيدًا أبو من": إنه بدل جملة من مفرد. وفي جواز ذلك خلاف عند علماء العربية.
وزعم قوم أن {قَيِّمًا} حال من الضمير المجرور في قوله: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (١)}. واختار الزمخشري وغيره أن {قَيِّمًا} منصوب بفعل محذوف، وتقديره: ولم يجعل له عوجًا وجعله قيمًا، وحَذْف ناصب الفضلة إذا دل عليه المقام جائز؛ كما قال في الخلاصة:
ويُحذف النَّاصبها إن عُلما ... وقد يكون حذفُه ملتزما
وأقرب أوجه الإعراب في قوله:{قَيِّمًا} أنه منصوب بمحذوف، أو حال ثانية من {الْكِتَابَ} والله تعالى أعلم.
وقوله في هذه الآية الكريمة:{لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا} اللام فيه متعلقة بـ {أَنْزَلَ} وقال الحوفي: هي متعلقة بقوله: {قَيِّمًا} والأول هو الظاهر.
والإنذار: الإعلام المقترن بتخويف وتهديد. فكل إنذار إعلام، وليس كل إعلام إنذارًا. والإنذار يتعدى إلى مفعولين، كما في قوله تعالى: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (١٤)}، وقوله:{إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا} الآية.
وفي أول هذه السورة الكريمة كرر تعالى الإنذار، فحذف في