للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منها: أن يتساءلوا عن مدة لبثهم، كقوله: {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ} الآية.

ومنها: إعلام الناس أن البعث حق، وأن الساعة حق، لدلالة قصة أصحاب الكهف على ذلك. وذلك في قوله: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا} الآية.

واعلم أن قوله جل وعلا في هذه الآية الكريمة: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ} الآية، لا يدل على أنه لم يكن عالمًا بذلك قبل بعثهم وإنما علم بعد بعثهم كما زعمه بعض الكفرة الملاحدة! بل هو جل وعلا عالم بكل ما سيكون قبل أن يكون، لا يخفى عليه من ذلك شيء. والآيات الدالة على ذلك لا تحصى كثرة.

وقد قدمنا: أن من أصرح الأدلة على أنه جل وعلا لا يستفيد بالاختبار والابتلاء علمًا جديدًا -سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرا- قولَه تعالى في آل عمران: {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (١٥٤) فقوله: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (١٥٤)} بعد قوله: {وَلِيَبْتَلِيَ} دليل واضح في ذلك.

وإذا حققت ذلك فمعنى: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ} أي: نعلم ذلك علمًا يظهر الحقيقة للناس، فلا ينافي أنه كان عالمًا به قبل ذلك دون خلقه.

واختلف العلماء في قوله: {أَحْصَى} فذهب بعضهم إلى أنه فعل ماض و {أَمَدًا} مفعوله. و"ما" في قوله: {لِمَا لَبِثُوا}