للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به يمنع الأقوال والأفعال من الخلل والفساد والنقصان.

وقوله تعالى: {صَبِيًّا (١٢)} أي لم يبلغ، وهو الظاهر. وقيل: صبيًّا أي: شابًّا لم يبلغ سن الكهولة؛ ذكره أبو حيان وغيره، والظاهر الأول. قيل ابن ثلاث سنين، وقيل ابن سبع، وقيل ابن سنتين. والله أعلم.

وقوله في هذه الآية الكريمة: {وَحَنَانًا} معطوف على {الْحُكْمَ} أي: وآتيناه حنانًا من لدنا. والحنان: هو ما جبل عليه من الرحمة، والعطف والشفقة. وإطلاق الحنان على الرحمة والعطف مشهور في كلام العرب، ومنه قولهم: حنانك وحنانيك يارب، بمعنى رحمتك. ومن هذا المعنى قول امرئ القيس:

أبنت الحارث الملك بن عمرو ... له ملك العراق إلى عمان

ويمنحُها بنو شَمَجَى بن جَرْم ... مَعِيزَهم حنانك ذا الحنان

يعني رحمتك يا رحمن؛ وقول طرفة بن العبد:

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعض

وقول منذر بن درهم الكلبي:

وأحدث عهد من أمينة نظرة ... على جانب العلياء إذ أنا واقف

فقالت حنان ما أتى بك هاهنا ... أذو نسب أم أنت بالحي عارف

فقوله "حنان" أي: أمري حنان؛ أي رحمة لك وعطف وشفقة عليك، وقول الحطيئة أو غيره:

تحنَّنْ عليَّ هداك المليك ... فإن لكل مقام مقالا