وعليه فلا شاهد في البيت. وقال الكسائي: السلوى مفرد وجمعه سلاوى. وقال الأخفش: هو جمع لا واحد له من لفظه؛ مثل الخير والشر، وهو يشبه أن يكون واحده "سلوى" مثل جماعته؛ كما قالوا: دِفْلى وسمانى وشُكَاعَى في الواحد والجمع. والدِّفْلى كذِكْرَى: شجر أخضر مر حسن المنظر، يكون في الأودية. والشُّكاعى كحُبارى وقد تفتح: نوع من دقيق النبات صغير أخضر، دقيق العيدان يتداوى به. والسمانى: طائر معروف.
قال مقيده -عفا الله عنه-: والأظهر عندي في المن: أنه اسم جامع لما يمن الله به على عبده من غير كد ولا تعب، فيدخل فيه الترنجبين الذي منَّ الله به علي بني إسرائيل في التيه. ويشمل غير ذلك مما يماثله. ويدل على هذا قوله - صلى الله عليه وسلم - الثابت في الصحيحين:"الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين".
والأظهر عندي في السلوى: أنه طائر، سواء قلنا إنه السمانى، أو طائر يشبهه، لإطباق جمهور العلماء من السلف والخلف على ذلك. مع أن السلوى، يطلق لغة على العسل، كما بينا.
وقوله في آية "طه" هذه: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} أي من المن والسلوى، والأمر فيه للإباحة والامتنان.
وقد ذكر ذلك أيضًا في غير هذا الموضع، كقوله في "البقرة": {وَأَنْزَلْنَا عَلَيكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ