قدر ما يمضغه الآكل، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - :"إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله" الحديث.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة:{وَغَيرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ} في معناه أوجه معروفة عند العلماء، سنذكرها هنا إن شاء الله، ونبين ما يقتضي الدليل رجحانه.
منها أن قوله:{مُخَلَّقَةٍ وَغَيرِ مُخَلَّقَةٍ} صفة للنطفة، وأن المخلقة هي ما كان خلقًا سويًّا، وغير المخلقة هي ما دفعته الأرحام من النطف، وألقته قبل أن يكون خلقًا. وممن روي عنه هذا القول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، نقله عنه ابن جرير وغيره، ولا يخفى بعد هذا القول؛ لأن المخلقة وغير المخلقة من صفة المضغة، كما هو ظاهر.
ومنها: أن معنى مخلقة تامة، وغير مخلقة، أي: غير تامة، والمراد بهذا القول عند قائله أن الله جل وعلا يخلق المضغ متفاوتة، منها: ما هو كامل الخلقة، سالم من العيوب، ومنها: ما هو على العكس ذلك، فيتبع ذلك التفاوت تفاوت الناس، في خلقهم، وصورهم، وطولهم، وقصرهم، وتمامهم، ونقصانهم.
وممن روي عنه هذا القول قتادة كما نقله عنه ابن جرير وغيره، وعزاه الرازي لقتادة والضحاك.
ومنها: أن معنى مخلقة مصورة إنسانًا، وغير مخلقة، أي: غير مصورة إنسانًا، كالسقط الذي هو مضغة، ولم يجعل له تخطيط وتشكيل، وممن نقل عنه هذا القول، مجاهد، والشعبي، وأبو العالية كما نقله عنهم ابن جرير الطبري. ومنها: أن المخلقة هي ما ولد حيًّا، وغير المخلقة هي ما كان من سقط.