للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرابع: أن في تلك الصحف: أنَّه لا تزر وازرة وزر أخرى.

الخامس: أن فيها أيضًا أنَّه ليس للإِنسان إلَّا ما سعى.

السادس: أن سعيه سوف يُرى.

السابع: أنَّه يجزاه الجزاء الأوفى، أي الأكمل الأتم.

وهذه الأمور السبعة قد جاءت كلها موضحة في غير هذا الموضع.

أما الأول منها، وهو عدم علمهم الغيب، فقد ذكره تعالى في مواضع كثيرة، كقوله تعالى: {أَعِنْدَهُمْ الْغَيبِ فَهُمْ يَكْتُبُوُنَ}، وقوله: {أَطَّلَعَ الْغَيبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (٧٨) وقوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيبِ}، وقوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيبِهِ أَحَدًا (٢٦) إلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} الآية، وقوله تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيبَ إلا اللَّهُ}، والآيات بمثل هذا كثيرة معلومة، وقد قدمناها مرارًا.

والثاني، الذي هو أن لإِبراهيم وموسى صحفًا لم يكن هذا المتولي المعطي قليلًا المكدي عالمًا بها، ذكره تعالى في قوله: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (١٨) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (١٩)}.

والثالث منها، وهو أن إبراهيم وفي تكاليفه، فقد ذكره تعالى في قوله: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ}، وقد قدمنا أن الأصح في الكلمات التي ابتلى بها أنَّها التكاليف.

وأما الرابع منها، وهو أنَّه لا تزر وازرة وزر أخرى، قد ذكره تعالى في آيات من كتابه، كقوله تعالى: {وَقَال الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١٢) وقوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}.