للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَنَجَّمُوا عَلَيْهِ نُجُومًا كُلَّمَا أَدَّى نَجْمًا، فَكَّ مِنْ رِقّهِ حَتَّى عَتَقَ، فَكَذَلِكَ الصَّدَقَةُ تُكَفِّرُ الْخَطَايَا، وَمَثَلُ الصوْمِ كَمَثَلِ رَجُلٍ شَهِدَ الْبَأْسَ (١) فَأَخَذَ مِنَ (٢) السِّلَاحِ، حَتَّى رَأَى أَنَّهُ لَنْ يَخْلُصَ إِلَيْهِ شَيءٌ، فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّوْمِ، الصوْمُ جُنَّةٌ (٣) مِنَ النَّارِ، وَالْقُرْآنُ مَثَلُهُ كَمَثَلِ قَوْمٍ فِي حِصْنٍ حَصِينِ، لَا يَأْتِيهِمُ الْعَدُوُّ إِلَّا وَجَدَهُمْ حَذِرِينَ كَذَلِكَ مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ مِنَ الشَّيْطَانِ.

° [٥٢٨٨] قال مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ نَحْوًا مِنْ هَذَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ: بِالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَالْجَمَاعَةِ، وَالْهِجْرَةِ (٤)، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَمَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ قِيدَ (٥) شِبرٍ، فَقَدْ خَلَعَ الْإِسْلَامَ مِنْ رَأْسِهِ حَتَّى يُرَاجِعَ، وَمَنْ دَعَا دَعْوَةَ جَاهِلِيَّةً، فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا (٦) جَهَنَّمَ"، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وإِنْ صَلَّى وَصَامَ؟ قَالَ: "نَعَمْ وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ (٧)، وَلَكِنْ تَسَمَّوْا بِاسْمِ اللَّهِ الُّذِي سَمَّاكُمْ؛ عِبَادَ اللهِ (٨) الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ" (٩).

° [٥٢٨٩] عبد الرزاق عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ (١٠) بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ حُذَيْفَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ قَالَ: خَلَوْتُ يَوْمًا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَجْتَهِدَ فِي الثَّنَاءِ (١١) عَلَى رَبِّي، وَالدُّعَاءِ فَأُرْتِجْتُ، فَسَمِعْتُ قَائِلًا، يَقُولُ - وَلَا أَرَى


(١) البأس: القتال. (انظر: ذيل النهاية، مادة: بأس).
(٢) من (ن).
(٣) الجُنَّة: الوقاية. أي يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات. (انظر: النهاية، مادة: جنن).
(٤) ليس في الأصل، (ن)، واستدركناه من "الإبانة" لابن بطة (١/ ٢٩٢)، من طريق المصنف، به، وبه أيضًا عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (١/ ٤٦) لعبد الرزاق.
(٥) في الأصل: "قدر"، والمثبت من (ن).
(٦) الجثا: جمع جُثوة، وهو: الشيء المجموع. (انظر: النهاية، مادة: جثا).
(٧) قوله: "وإن صلى وصام "من (ن).
(٨) قوله: "عباد الله" من (ن).
(٩) قوله: "المسلمين المؤمنين" وقع في الأصل: "مسلمين المؤمنين"، والمثبت من النسخة (ك)، (ن).
(١٠) تصحف في الأصل، (ن) إلى: "عمرو"، وينظر ترجمته في: "تهذيب الكمال" (٢/ ١٥٦).
(١١) قوله: "في الثناء" تكرر في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>