للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَبْدِ الْمَلِكِ، فَكَأَنَّهُ تَنَاوَلَ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا أُحَدِّثُكَ * عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَانَ قَدْ أُوتيَ حِكْمَةً؟ قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قُلْتُ: هُوَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيّ، وَسَمِعَ أَهْلَ الشَّامِ كَأَنَّهُمْ يَتَنَاوَلُونَ مِنْ عَائِشَةَ، فَقَالَ: أُخْبِرُكُمْ بِمَثَلِكُمْ وَمَثَلِ أُمِّكُمْ هَذِهِ، كَمَثَلِ عَيْنَيْنِ (١) فِي رَأْسِ يُؤْذِيَانِ صَاحِبَهُمَا، وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُعَاقِبَهُمَا إِلَّا بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ لَهُمَا، قَالَ: فَسَكَتَ.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِيهِ أَبُو إِدْرِيس، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ.

٢٥٧ - بَابُ الْقَوْلِ فِي السَّفَرِ

° [٢٢٠٠٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ *، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا خَرَجَ مُسَافِرًا يَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ (٢)، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ (٣)، وَالْحَوْر بَعْدَ الْكَوْر (٤)، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ".

قُلْنَا لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: مَا الْحَوْرُ بَعْدَ الْكَوْرِ؟ قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا يَقُولُ: هُوَ الْكُنْتِيُّ (٥)، قُلْنَا: وَمَا الْكُنْتِيُّ؟ قَالَ: هُوَ (٦) الرَّجُلُ يَكُونُ صَالِحًا، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَكُونُ امْرَأَ سَوْءٍ.


* [ف/٢٠٢ أ].
(١) في (ف)، (س): "عينان"، والمثبت من "فضائل الصحابة" لأحمد (١٦٣٠) عن عبد الرزاق، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٢٧/ ٢٠٤) عن طريقه.
° [٢٢٠٠٥] [شيبة: ٣٠٢٢٣، ٣٤٣١١].
* [س/ ٣٧٨].
(٢) وعثاء السفر: شدته ومشقته. (انظر: النهاية، مادة: وعث).
(٣) كآبة المنقلب: أن يرجع من سفره بأمر يحزنه. (انظر: النهاية، مادة: كأب).
(٤) الحور بعد الكور: النقصان بعد الزيادة، وقيل: فساد أمورنا بعد صلاحها، وقيل: الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا منهم، وأصله من نقض العمامة بعد لفها. (انظر: النهاية، مادة: حور).
(٥) في (ف)، (س): "الكنتا"، وكذا هو في الموضع التالي، والمثبت من "غريب الحديث" للخطابى (٢/ ١٩٤) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٦) ليس في (س)، وأثبتناه من (ف).

<<  <  ج: ص:  >  >>