للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمُجَاهِدٍ قَالُوا: لَا يُدْخَلُ الْبَيْتُ بِحِذَاءٍ، وَلَا بِسِلَاحٍ، وَلَا خُفَّيْنِ (١)، وَكَانَ عَطَاءٌ وَمُجَاهِدٌ يَرَيَانِ الْحِجْرَ مِنَ الْبَيْتِ.

١٠٦ - بَابُ ذِكْرِ الْمِفْتَاحِ

° [٩٣٩٥] عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِعُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ يَوْمَ الْفَتْح: "ائتِنِي بِمِفْتَاحِ الْكَعْبَةِ"، فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قائِمٌ يَنْتَظِرُهُ، حَتَّى أَنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ (٢) مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ (٣) مِنَ الْعَرَقِ، وَيَقُولُ: "مَا يَحْبِسُهُ؟ " فَسَعَى إِلَيْهِ رَجُلٌ، وَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ الَّتِي عَنْدَهَا الْمِفْتَاحُ، قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ: إِنَّهَا أُمُّ عُثْمَانَ، تَقُولُ: إِنَّهُ إِنْ أَخْذَهُ مِنْكُمْ لَمْ يُعْطِكُمُوهُ أَبَدًا، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى أَعْطَتْهُ الْمِفْتَاحَ، فَأَتَى بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَفَتَحَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الْبَيْتَ، ثُمَّ خَرَجَ، وَالنَّاسُ عِنْدَهُ، فَجَلَسَ عِنْدَ السِّقَايَةِ (٤)، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَئِنْ كُنَّا أُوتِينَا النُّبُوَّةَ وَأُعْطِينَا السِّقَايَةَ، وَ (٥) أُعْطِينَا الْحِجَابَةَ مَا قَوْمٌ بِأَعْظَمَ نَصيبًا مِنَّا، قَالَ: فَكَأَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كرِهَ مَقَالَتَهُ، ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ الْمِفْتَاحَ، وَقَالَ: "غَيِّبْهُ".

° [٩٣٩٦] فحُدِّثت بِهِ ابْنَ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ لِعَلِيٍّ يَوْمَئِذٍ حِينَ كَلَّمَهُ فِي الْمِفْتَاحِ: "إِنَّمَا أَعْطَيْتُكُمْ مَا تُرْزَءُونَ (٦)، وَلَمْ أُعْطِكُمْ مَا تَرْزَءُونَ"، يَقُولُ: أَعْطَيْتُكُمُ السِّقَايَةَ لِأنَّكُمْ تَغْرَمُونَ فِيهَا وَلَمْ أُعْطِكُمُ الْبَيْتَ، أَيْ أَنَّهُمْ * بِأَخْذِهِ يَأْخُذُونَ مِنْ هَدِيَّتِهِ، قَوْلُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.


(١) الخفان: مثنى الخف، وهو نوع من الأحذية الجلدية، يلبس فوقها حذاء آخر. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٥٢).
(٢) التحدر: النزول والتقاطر. (انظر: النهاية، مادة: حدر).
(٣) الجمان: جمع: جمانة، وهو: اللؤلؤ الصغار، أو حب يتخذ من الفضة أمثال اللؤلؤ. (انظر: النهاية، مادة: جمن).
(٤) سقاية الحاج: ما كانت قريش تسقيه الحجاج من الزبيب المنبوذ في الماء، وكان يليها العباس بن عبد المطلب في الجاهلية والإسلام. (انظر: النهاية، مادة: سقي).
(٥) ليس في الأصل، واستدركناه من "المعجم الكبير" للطبراني (٩/ ٦١) من طريق الدبري، به.
(٦) في الأصل: "ترون"، والمثبت من المصدر السابق.
* [٣/ ٣٢ أ].

<<  <  ج: ص:  >  >>