للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= عمرو، عن داود بن قيس، به (٢٨٣١): "شغزبًا"، ومن طريق ابن داسه عنه، أخرجه البيهقي في "الكبرى - ط هجر" (١٩٣٦٨): "شغوبًا" وفي بعض نسخه الخطية: "شعوبًا". وعند أحمد في "مسنده - ط الكنز" (٦٨٢٨) من طريق عبد الرزاق، به: "شغزبًا أو شغزوزبًا" وفي بعض نسخه الخطية: "شعريًّا أو شعروريًّا" وفي بعض نسخه الخطية: "شغزبًا أو شغزوبًا". وفي (٦٨٧٤) من طريق وكيع، عن دأود بن قيس، به: "شغزبًا" وفي بعض نسخه الخطية: "شغربًا" وفي بعض نسخه الخطية: "شعريًّا".
قال الخطابي في "معالم السنن" (٤/ ٢٨٧ - ٢٨٨): ""شغزبًا" هكذا رواه أبو داود وهو غلط والصواب: "حتى يكون بكرًا زُخْرُبًّا" وهو الغليظ، كذا رواه أبو عبيد وغيره. ويشبه أن يكون حرف الزاي قد أبدل بالسين لقرب مخارجهما وأبدل الخاء غينًا لقرب مخرجهما، فصار: "سغربًا" فصحفه بعض الرواة فقال: "شغزبًا"". اهـ. وبنحوه في "المجموع المغيث" لأبي موسى المديني (٢/ ٢٠٦)، و "جامع الأصول" لابن الأثير (٧/ ٥٠٨ - ٥٠٩) وزاد: "والذي جاء في كتاب الهروى والجوهري والزمخشري: "زخربا" قالوا: هو الغليظ الجسم المشتد اللحم، والله أعلم". وبنحوه في "النهاية" (٢/ ٢٩٩)، (٢/ ٤٨٣). وقد ضبط لفظة "زخرب" صاحب "عون المعبود" (٨/ ٣٢) فقال: "بزاي معجمة مضمومة وخاء معجمة ساكنة ثم راء مهملة مضمومة ثم باء مشددة". وقد تعقب العلامة أحمد شاكر - رحمه الله - الخطابي ومن نحا نحوه، فقال في تعليقه على "المسند - ط دار الحديث" (٦/ ٢٦١ - ٢٦٢): "وهذا خيال عجيب، وتكلف ما بعده تكلف، وأكثر من هذا الجزم بالتصحيف ونحوه في رواية أبي داود، دون أن يرى رواية أحمد في "السند"، وهما من وجهين مختلفين: فأبو داود يرويه من طريقين: طريق عبد الملك بن عمرو وطريق القعنبي، كلاهما عن داود بن قيس، وأحمد يرويه عن عبد الرزاق، عن داود بن قيس، فإطباق هؤلاء الثلاثة على هذا الحرف، يرفع شبهة الخطأ من أحدهم، ورواية أحمد تنفي شبهة الخطأ عن أبي داود، ثم كل هذا يرفع شبهة التصحيف الخالية التي ادعاها الخطابي، لاتفاق كتابين مرويين عن مؤلفيهما من طرق لم تشترك، وفي نسخ متعددة لا صلة لنسخة من أحد الكتابين بنسخة من الكتاب الآخر، كما هو واضح، كل ما في الأمر أن هذا الحرف لم يعرفه الحربي ولا الخطابي، ولا بأس بذلك، فقد عرفه غيرهما، وهم رواة "المسند"، ورواة "سنن أبي داود"، وكاتبوا هذا، وكاتبوا ذاك، وأن يرويه أبو عبيد وغيره بلفظ آخر: "زخربًا" مع اتفاق الوزن وتقارب مخرج بعض الحروف، لا يقَدم ولا يؤخر، فهذه رواية، وتلك رواية أخرى، كما هو معروف بديهي. وأصل المادة "شغزب" ثابت معروف. ففي اللسان، مثلا: "الشَّغْزَبَةُ: الأخذ بالعنف. وكل أمر مستصعب شغزبي. ومنهل شغزبي: ملتو عن الطريق. والشغزبية ضرب من الحيلة في الصَّراع، وهي أن تلوي رجله برجلك. تقول: شَغزَبتهُ شَغْزَبةً". فالمادة ترجع في أصلها إلى القوة والجلد وما إليهما، فاشتقاق هذا الحرف منها قريب مقبول، لا يستغرب، ولا يدعو إلى كل هذا التكلف والادعاء".اهـ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>