للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَيْنًا (١) لَهُ مِنْ خُزَاعَةَ (٢) يُخْبِرُهُ عَنْ قُرَيْشٍ، وَسَارَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إِذَا كَانُوا بِغَدِير (٣) الأَشْطَاطِ (٤) قَريبًا مِنْ عُسْفَانَ (٥) أَتَاهُ عَيْنُهُ الْخُزَاعِيُّ، فَقَالَ: إنِّي قَدْ تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ، وَعَامِرَ (*) بْنَ لُؤَيٍّ قَدْ جَمَعُوا لَكَ الْأَحَابِيشَ (٦)، وَجَمَعُوا لَكَ جُمُوعًا وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَشِيرُوا عَلَيَّ أَتَرَوْنَ لِي (٧) أَنْ نَمِيلَ إِلَى ذَرَارِيِّ (٨) هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَعَانُوهُمْ فَنُصِيبَهُمْ، فَإِنْ قَعَدُوا قَعَدُوا مَوْتُورينَ (٩) مَحْرُوبِينَ (١٠)، وَإِنْ يَجِيئُوا تَكُنْ عُنُقًا قَطَعَهَا اللهُ، أَمْ تَرَوْنَ أَنْ نَؤُمَّ الْبَيْتَ فَمَنْ صَدَّنَا قَاتَلْنَاهُ"، فَقَالُوا: رَسُولُ اللهِ أَعْلَمُ، يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّمَا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ، وَلَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ، وَلكِنْ مَنْ حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ قَاتَلْنَاهُ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "فَرُوحُوا إِذَنْ".

قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ كَانَ أَكْثَرَ مَشُورَةَ لِأَصْحَابِهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -.


(١) العين: الجاسوس. (انظر: النهاية، مادة: عين).
(٢) خزاعة: قبيلة من الأزد من القحطانية، كانوا بأنحاء مكة في مر الظهران وما يليه. (انظر: العالم الأثيرة) (ص ١٠٨).
(٣) الغدير: مستنقع ماء المطر صغيرا كان أو كبيرا. (انظر: اللسان، مادة: غدر).
(٤) الأشطاط: موضع قرب عُسفان على مرحلتين (المرحلة= ٤٠ كم تقريبا) من مكة على طريق المدينة.
(انظر: المعالم الأثيرة) (ص ٢٨).
(٥) عسفان: بلد على مسافة ثمانين كيلو مترًا من مكة شمالا على طريق المدينة. (انظر: المعالم الأثيرة) (ص ١٩١).
(*) [٣/ ٦٨ أ].
(٦) الأحابيش: أحياء من القارة، انضموا إلى بني ليث في محاربتهم قريشًا. (انظر: النهاية، مادة: حبش).
(٧) قوله: "أترون لي" ليس في الأصل، واستدركناه من "المعجم الكبير" للطبراني (٢٠/ ٩) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، به.
(٨) الذراري: جمع ذرية، وهي: اسم يجمع نسل الإنسان من ذكر وأنثى. (انظر: النهاية، مادة: ذرر).
(٩) الموتورون: جمع الموتور، وهو: الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه. (انظر: اللسان، مادة: وتر).
(١٠) في الأصل: "موروثين"، والتصويب من المصدر السابق.
المحروبون: جمع: محروب، وهو المسلوب والمنهوب. (انظر: النهاية، مادة: حرب).

<<  <  ج: ص:  >  >>