للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَى بَعِيرِكَ، ثُمَّ سِرْتَ لَيْلَةً بَعْدَ لَيْلَةٍ"، فَقَالَ عُمَرُ (١): وَاللَّهِ لَا تُمْسُونَ (٢) بِهَا، قَالَ الْيَهُودِيُّ (٣): وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَلِمَةً كَانَتْ أَشَدَّ عَلَى مَنْ قَالَهَا، وَلَا أَهْوَنَ عَلَى مَنْ قِيلَتْ لَهُ مِنْهَا.

° [١٠٨٣٥] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟ ثُمَّ بَكَى حَتَّى خَضَبَ دَمْعُهُ الْحَصَى (٤)، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ (٥)؟ قَالَ: يَوْمَ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَجَعُه، قَالَ: "ائْتُونِي اكتُبْ لكمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا قَالَ: فَتَنَازَعُوا، وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، فَقَالُوا: مَا شَأْنُهُ أَهَجَرَ؟ اسْتَفْهِمُوه، فَقَالَ: "دَعُونِي، فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ قَالَ: وَأَوْصى عِنْدَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ، فَقَالَ: "أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ (٦) بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ"، قَالَ: فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ سَعِيدٌ سَكَتَ عَنِ الثَّالِثَةِ عَمْدًا، وإِمَّا أَنْ يَكُونَ قَالَهَا فَنَسِيتُهَا.

° [١٠٨٣٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - أوْصَى عِنْدَ


(١) قوله: "فقال عمر" ليس في الأصل، والمثبت من "التمهيد" لابن عبد البر (٦/ ٤٦٤) معزوا للمصنف، وينظر ما عند المصنف برقم (٢٠٤٢٠).
(٢) في الأصل: "تمسوا" بالجزم، وهو خلاف الجادة، والمثبت من "التمهيد" معزوًا للمصنف، وينظر ما سيأتي عند المصنف بنفس الإسناد والمتن برقم (٢٠٤٢٠).
(٣) في الأصل: "الثوري"، والتصويب كما سيأتي عند المصنف كما تقدم.
° [١٠٨٣٥] [الإتحاف: حم ٧٦٧٣]، وسيأتي: (٢٠٤٢١).
(٤) خضب دمعه الحصى: بلَّ الحجارة، وهي استعارة، وأصل الخضب في الشعر الصبغ. (انظر: المطالع) (٢/ ٤٦٦).
(٥) قوله: "ثم بكى حتى خضب دمعه الحصى، فقلت: يا أبا عباس، وما يوم الخميس" ليس في الأصل، والمثبت كما في "صحيح البخاري" (٣٠٦٦، ٣١٧٧)، و"صحيح مسلم" (١٦٧٦) من طريق سفيان، به.
(٦) أجيزوا القوم: أعطوهم الجائزة، وهي ما جاءوا يلتمسونه من العطاء. (انظر: جامع الأصول) (٩/ ٣٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>