كتاب المصنف - عبد الرزاق - ط التأصيل الثانية

١٧ - كتاب الطلاق - ٣١٤ - باب الرجم والإحصان - ج: 7 - ص: 273

عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ فَحَدَّثَتْهُ أَنَّهَا زَنَتْ، وَأَنَّهَا حُبْلَى، فَلَمَّا شَهِدْتَ عَلَى نَفْسِهَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لوَلِيِّهَا: "أَصْلِحْ إِلَيْهَا حَتَّى تَضَعَ ذَا بَطْنِهَا، فَإِذَا وَضَعَتْ فَائْتِينِي (١) بِهَا"، فَأَتَى بَعْدَ أَنْ وَضَعَتْ، فَرَجَمَهَا، ثُمَّ جَاءَ بِهَا لِأَنْ يُصَلَّى عَلَيهَا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فِيهَا بَعْضَ الْقَوْلِ يَسْتَنْفِيهِ عَنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "فَهَلْ وَجَدْتَ أَفْضَلَ بِأَنْ جَادَتْ للهِ بِنَفْسِهَا، لَقَدْ تَابَت تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا سَبْعُونَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَقَبِلَ اللهُ مِنْهُم" (٢).

° [١٤٢٦٥] أخبرنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: أُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِامْرَأَةٍ قَدْ زَنَتْ حُبْلَى، فَقَالَ: "اذْهَبِى حَتَّى تَضَعِي"، فَوَضَعَتْ، فَقَالَ: "اذْهَبِي فَأَرْضِعِيهِ حَتَّى تَفْطِمِيهِ"، فَفَعَلَتْ، فَرَجَمَهَا وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا، وَقَالَ آخَرُونَ: قَالَ: "هَلْ لَهُ مَنْ يَكْفُلُهُ؟ " فَقَالَتْ: لَا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَعُرِفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَرُجِمَتْ (٣).

° [١٤٢٦٦] أخبرنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، أَنَّ امْرَأَةً عَامِرِيَّةً أَتَتِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فَاعْتَرَفَتْ (٤) بِالزِّنَا (٥)، فَرَدَّهَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَقَالَتْ لَهُ فِي الرَّابِعَةِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُرِيدُ أَنْ تَرُدَّنِي كَمَا رَدَدْتَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ؟! قَالَ (٦): فَأَخَّرَهَا حَتَّى وَضَعَتْ، ثُمَّ قَالَ: "أَرْضِعِيهِ"، فَقَالَ رَجُلٌ: إِلَيَّ رَضَاعُهُ، فَأَمَرَ بِهَا فَرجِمَتْ.

---

(١) كذا في (س) بإثبات حرف العلة، وهو جائز على لغة من يجري المعتل الآخر مجرى الصحيح. ينظر: "سر صناعة الإعراب" (٢/ ٦٣٠، ٦٣١)، "شواهد التوضيح" (ص ٧٣ - ٧٦).
(٢) هذا الحديث ليس في الأصل، والمثبت من (س)، وينظر التعليق على الحديثين قبله.
(٣) هذا الحديث ليس في الأصل، وأثبتناه من (س)، وينظر التعليق على الأحاديث الثلاثة قبله.
(٤) في (س): "اعترفت"، والمثبت هو الصواب، وينظر: "السنن الكبرى" للنسائي (٧٣٥٧)، "سنن ابن ماجه" (٢٥٦٤).
(٥) من أول إسناد هذا الحديث، وحتى هنا، ليس في الأصل، والمثبت من (س)، وهذا هو نهاية السقط الذي وقع في الأصل، والمشار إليه في التعليق على الحديث رقم: (١٤٢٦٢).
(٦) مكانه في (س) بياض بمقدار نصف سطر، ولعله وهم من الناسخ.