للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ زَيْدٌ: وَقَدْ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُحَدِّثُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَآهُ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ يَتَقَعْقَعُ، يَعْنِي: جَدِيدًا (١)، قَالَ: "مَنْ هَذَا"؟ قُلْتُ: عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: "إِنْ كنْتَ عَبْدَ اللَّهِ فَارْفَعْ إِزَارَكَ"، قَالَ: فَرَفَعْتُه، قَالَ: "زِدْ"، قَالَ: فَرَفَعْتُهُ حَتَّى بَلَغَ نِصْفَ السَّاقِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: "مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ إِزَارِي يَسْتَرْخِي (٢) أَحْيَانًا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَسْتَ مِنْهُمْ".

° [٢١٠٤٦] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبَّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى الْمُسْبِلِ" يَعْنِي: إِزَارَهُ.

° [٢١٠٤٧] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَن مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ التمِيمِيِّ (٣) قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: إِلَى مَا (٤) تَدْعُو؟ فَقَالَ: "أَدْعُوكَ إِلَى الَّذِي إِذَا يَبِسَتْ أَرْضُكَ وَأَجْدَبَتْ دَعَوْتَهُ فَأَنْبَتَ لَكَ، وَأَدْعُوكَ إِلَى الَّذِي إِذَا نَزَلَ بِكَ الضُّرُّ دَعَوْتَهُ فَكَشَفَ عَنْكَ، وَأَدْعُوكَ إِلَى الَّذِي إِذَا أَضْلَلْتَ ضَالَّةً وَأَنْتَ بِأَرْضِ فَلَاةٍ دَعَوْتَهُ فَرَدَّ عَلَيْكَ ضَالَّتَكَ"، قَالَ: فَبِمَ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: "لَا تَسُبَّ أَحَدًا، وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَإِذَا كَلَّمَكَ أَخَاكَ فَكَلِّمْهُ وَوَجْهُكَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ، وَإِذَا اسْتَسْقَاكَ مِنْ دَلْوِكَ فَاصْبُبْ لَه، وإذَا اتَّزَرْتَ فَلْيَكُنْ إِزَارُكَ إِلَي نِصْفِ السَّاقِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإسْبَالَ الإزَارِ، فَإِنَّ إِسْبَالَ الإزَارِ مِنَ الْمَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ".


(١) تصحف في (ف)، (س) إلى: "حريرا"، والمثبت من المصدرين السابقين.
(٢) الاسترخاء: الانبساط والاتساع، والمراد: سقوط الثوب عن وسطه من نحافته، فيطول عن الكعبين. (انظر: مجمع البحار، مادة: رخا).
° [٢١٠٤٦] [الإتحاف: عه حم ٢٠١٩٤].
(٣) في (ف)، (ت): "التيمي"، والمثبت هو الذي وقفنا عليه، فقد نسبه ابن سعد في "الطبقات" (٩/ ١٥٢) لبني تميم، ونسبه الذهبي في "المقتنى" (١/ ١٣٤): "التميمي"، والله أعلم.
(٤) قوله: "إلى ما" وقع في (ف): "أما" وله وجه، والمثبت من (س)، وهو الموافق لما في "الكني والأسماء" للدولابي (١/ ٥٥)، و"سيرة ابن إسحاق" (١/ ٢٨٩) من طريق أبي إسحاق، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>