للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَسَفَتِ * الشَمْسُ (١) عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَامَ بِالنَّاسِ قِيَامًا شَدِيدًا، يَقُومُ بِالنَّاسِ ثُمَّ يَرْكَعُ، وَيَقُومُ ثُمَّ يَرْكَعُ، وَيَقُومُ ثُمَّ يَرْكَعُ فَصَلَّى (٢)، رَكْعَتَيْنِ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ، يَرْكَعُ الثَّالِثَةَ ثُمَّ يَسْجُدُ، فَلَمْ يَنْصَرِفْ حَتَّى تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، حَتَّى إِنَّ رِجَالًا (٣) يَوْمَئِذٍ لَيُغْشَى (٤) عَلَيْهِمْ، حَتَّى إِنَّ سِجَالَ الْمَاءَ تُصَبُّ عَلَيْهِمْ مِمَّا قَامَ بِهِمْ، وَيَقُولُ إِذَا رَكَعَ: "اللَّهُ أكبَرُ"، وإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ (٥): "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، ثُمَّ قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ يُخَوِّفُكُمْ بِهِمَا، فَإِذَا كسِفَا (٦)، فَافْزَعُوا إِلَى ذِكرِ اللَّهِ حَتَّى يَنْجَلِيَ".

وَزِيدَ عَلَى عَطَاءٍ فِي هَذِهِ الْخُطْبَةِ: "وَلَكِنَّهُ رُبمَا مَاتَ الْخِيَارُ بِأَطْرَافٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَأَذَاعَتْ بِذَلِكَ الْجِنُّ، فَكَانَ لِذَلِكَ الْقَتَرُ".

قَالَ: فَأَخْبَرَنِي غَيْرُ (٧) عُبَيْدٍ: يَقُولُ: قَالَ: عُرِضَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ يَوْمَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَأُخِّرَ عَنْ مُصَلَّاهُ، وَرَاءَهُ حَتَّى أَنَّ النّاسَ لَيَرْكَبُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَيَقُولُ: "أَي رَبِّ وَأَنَا، أَيْ رَبِّ وَأَنَا"، ثُمَّ عَادَ يَسِيرُ حَتَّى رَجَعَ فِي مُصَلَّاهُ، فَرَأَى إِذْ عُرِضَتْ عَلَيْهِ النَّارُ أَبَا خُزَاعَةَ (٨) عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ فِي النَّارِ يَجُرُّ قُصْبَهُ،


* [ن/١٦ أ].
(١) الخسوف والكسوف: ذهاب نور الشمس والقمر وإظلامهما، والمعروف في اللغة الكسوف للشمس والخسوف للقمر، ويجوز غير ذلك. (انظر: النهاية، مادة: كسف).
(٢) ليس في الأصل، ومكانه في (ن): "ثم يقوم فيركع"، والمثبت من "الدعاء" هو الأليق بالسياق.
(٣) في الأصل، (ن): "رجلا"، وهو خطأ، والمثبت من "الدعاء".
(٤) الغشيان: الإغماء. (انظر: النهاية، مادة: غشا).
(٥) ليس في الأصل، والمثبت من (ن)، وهو الموافق لما في "الدعاء".
(٦) في (الأصل): "كسفهما"، والمثبت من (ن)، وفي "الدعاء": "خسفا" بالخاء العجمة.
(٧) في الأصل، (ن): "غيره" بزيادة هاء، والصواب المثبت.
(٨) في (ن): "جزاعة" بالجيم وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>