للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَاهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ نَزَلَ بِهِ جَعَلَ يُلْقِي خَمِيصَةً (١) لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: "لَعْنَةُ (٢) اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ".

قَالَ: تَقُولُ عَائِشَةُ: يُحَذِّرُ مِثْلَ الَّذِي فَعَلُوا.

° [١٠٦١٠] قال مَعْمَرٌ، قَالَ الزُّهْرِيُّ وَقَالَ النَّبِيُّ * - صلى الله عليه وسلم - لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ (٣): "مُرِ النَّاسَ فَليُصَلُّوا"، فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَمْعَةَ، فَلَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: صَلِّ بِالنَّاسِ، فَصَلَّى عُمَرُ بِالنَّاسِ فَجَهَرَ بِصَوْتِهِ وَكَانَ جَهِيرَ (٤) الصَّوْتِ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: "أَلَيْسَ هَذَا صَوْتَ عُمَرَ"؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: "يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ، لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ"، فَقَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ: بِئْسَ مَا صَنَعْتَ كُنْتُ أَرَى، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَكَ أَنْ تَأْمُرَنِي، قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا أَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَحَدًا.

° [١٠٦١١] قال الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ (٥) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ"، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ (٦) إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ، فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَ


(١) الخميصة: كساء أسود مربع له علمان، وفيه خطوط، والجمع: خمائص. (انظر: معجم الملابس) (ص ١٦٠).
(٢) اللعن: الطرد والإبعاد من رحمة الله، ومن الخَلْق: السّبّ والدعاء. (انظر: النهاية، مادة: لعن).
* [٣/ ٨٦ أ].
(٣) في الأصل: "عباس"، والتصويب من "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٢/ ١٩٥).
(٤) جهير: أي عال. (انظر: النهاية، مادة: جهر).
° [١٠٦١١] [التحفة: خ م س ق ١٥٩٤٥، م س ١٦٠٦١، س ١٦٣١٩، خ ١٦٣٤١، خ م ق ١٦٩٧٩، خ ت س ١٧١٥٣].
(٥) قوله: "حمزة بن" ليس في الأصل، والصواب إثباته كما في "مستخرج أبي عوانة" (١٦٣٨)، "المستخرج على مسلم" لأبي نعيم (٩٣٢) من طريق المصنف، به، وقد أخرجه على الصواب كذلك إسحاق بن راهويه في "مسنده" (١٧٧٤) عن عبد الرزاق، به.
(٦) الرقيق: الضعيف الهين اللين. (انظر: النهاية، مادة: رقق).

<<  <  ج: ص:  >  >>