للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عُبَيْدِ بْنِ عُمَرَ (١) بْنِ مَخْزُومٍ قَالَ (٢): كَانَ حَكَمُ قُرَيْشٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ (٣) أَوَّلُ مَنْ حَكَمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِالْقَسَامَةِ وَالدِّيَةِ - عَبْدَ الْمُطَّلِبِ؛ حَكَمَ بِالْقَسَامَةِ (٤) فِي رَجُلٍ قَتَلَ آخَرَ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ، وَكَانَ عَقْلُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ الْغَنَمُ.


(١) قوله: "بشير بن تيم، أن الحارث بن عبيد بن عُمر" وقع في الأصل: "بشير بن عبيد الحارث بن عبيد بن عمير"، وفي (س): "بشير بن الحارث بن عبيد بن عمير"، ولعل ما أثبتناه هو الصواب إن شاء الله، وقد استعنَّا في تصويبه بالمصادر الآتية: "أخبار مكة" للفاكهي (٥/ ١٩٨ - ١٩٩) من طريق عبد الرزاق، به، وعن الفاكهي، كلٌّ من: الفاسيُّ في "شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام" (٢/ ١٢٨)، والعصاميُّ في "سمط النجوم العوالي" (١/ ٢٥٦). وبشير بن تيم، هو: ابن مرة المكي، ترجم له البخاري في "تاريخه" (٩٦٢)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٢/ ٣٥٢)، وغيرهما، يروي عن عكرمة، ويروي عنه ابن جريج، وابن عيينة. وأما الحارث، فهو: الحارث بن عبيد بن عُمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة، ومن ولده المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد. ينظر: "جمهرة أنساب العرب" لابن الكلبي (ص ١٦ - ١٨)، "الثقات" لابن حبان (٣/ ٤٠١). وبشير لم يدرك الحارث قطعًا، فهل الأمر على ظاهره أن بشيرًا روى عن الحارث حكاية وأسقط من حدثه، أم أن هناك سقطًا في "المصنف"، والمصادر الثلاث؟ الله أعلم.
(٢) ليس في (س)، "شفاء الغرام"، وفي الأصل: "و"، والمثبت من "أخبار مكة"، "سمط النجوم العوالي".
(٣) قوله: "حكم قريش في الجاهلية وكان" ثبتت في الأصل، (س)، "شفاء الغرام"، ولم ترد في "أخبار مكة"، "سمط العوالي"، وقد ثبت هذا الأمر لعبد المطلب. ينظر: "أخبار مكة" للفاكهي (٥/ ١٩٩) بسنده إلى ابن الكلبي، "تاريخ اليعقوبي" (فصل حكام العرب)، "الأزمنة والأمكنة" للمرزوقي الأصفهاني (ص ٤٦٨)، "مجمع الأمثال" للميداني (١/ ٤٠).
(٤) قوله: "والدية عبد المطلب حكم بالقسامة" ليس في الأصل، (س)، وأثبتناه من "أخبار مكة"، "شفاء الغرام"، "سمط النجوم العوالي"، غير أن لفظة: "عبد المطلب" ليست في "شفاء الغرام".
والمثبت ما زال مُشكِلًا؛ فأول من حكم بالقسامة، قيل: أبو طالب، كما في "صحيح البخاري" (٣٨٣٥)، وغيره، وقيل: الوليد بن المغيرة، كما في "الأوائل" للعسكري (ص ٤٦ - ٤٨)، "تلقيح فهوم أهل الأثر" لابن الجوزي (١/ ٣٣٩)، وأما عبد المطلب، فلم نقف على من ذكر أنه أول من حكم بالقسامة، وإنما قيل: إنه أول من سنّ الدية مائة من الإبل، كما في "المعارف" لابن قتيبة (ص ٥٥١)، "الأوائل" للعسكري (ص ٢٨)، وقيل غيرُه.
وخلاصة الأمر أن عبد المطلب وأبا طالب كانا من حكام قريش والعرب في الجاهلية، ولكن أبا طالب كان أول من حكم بالقسامة، وكان عبد المطلب أول من حكم في الدية بمائة من الإبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>