للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لون الصحيفة. قال: وليس شيء من الألوان يضادّ صاحبه كمضادة السواد للبياض قال الشاعر:

فالوجه مثل الصبح مبيضّ ... والفرع مثل الليل مسودّ

ضدّان لما استجمعا حسنا ... والضّدّ يظهر حسنه الضّدّ

ويقال في المداد: أسود قاتم، وهو أوّل درجة السواد، وحالك وحانك، وحلكوك، وحلبوب، وداج، ودجوجيّ، وديجور، وأدهم، ومدهامّ.

قال المدائني: حدّثني بذلك محمد بن نصر عن أحمد بن الضحاك عن أبي عبيدة.

كتب جعفر بن حدار بن محمد إلى دعلج بن محمد يستهديه مدادا:

يا أخي للوداد لا للمداد ... وصديقي من بين هذا العباد

والذي فيه ألف مجد طريف ... قد أمدّت بألف مجد تلاد

أنا أشكو إليك حال دواتي ... أصبحت تقتضي قميص حداد

ولله منصور بن إسماعيل حيث يقول:

وسوداء مقلتها مثلها ... وأجفانها من لجين صقيل

إذا أذرفت عبرة خلتها ... كغالية فوق خدّ أسيل

[الوجه الثالث في صنعتهما، وفيه نظران:]

النظر الأوّل- في مادّتهما.

واعلم أن الموادّ لذلك منها ما يستعمل بأصله ولا يحتاج فيه إلى كبير علاج وتدبير كالعفص، والزاج، والصمغ، وما أشبهها، ومنها ما يحتاج إلى علاج وتدبير، وهو الدّخان. قال أبو القاسم خلوف بن شعبة الكاتب: ويتوخّى في الدخان أن يكون من شيء له دهنية، ولا يكون من دخن شيء يابس في الأصل لأن دخان كل شيء مثله وراجع إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>