كتفيه ذؤابة تلحق قربوس «١» سرجه إذا ركب، ومنهم من يجعل عوض الذّؤابة الطيلسان الفائق، ويلبس فوق ثيابه دلقا «٢» متسع الأكمام طويلها مفتوحا فوق كتفيه بغير تفريج، سابلا على قدميه. ويتميز قضاة القضاة الشافعيّ والحنفيّ بلبس طرحة تستر عمامته وتنسدل على ظهره، وكان قبل ذلك مختصّا بالشافعيّ؛ ومن دون هذه منهم تكون عمامته ألطف، ويلبس بدل الدلق فرجيّة مفرجة من قدّامه من أعلاها إلى أسفلها مزرّرة بالأزرار، وليس فيهم من يلبس الحرير، ولا ما غلب فيه الحرير؛ وإن كان شتاء كان الفوقاني من ملبوسهم من الصوف الأبيض المطليّ، ولا يلبسون الملوّن إلا في بيوتهم، وربما لبسه بعضهم من الصوف في الطرقات، ويلبسون الخفاف من الأديم الطائفيّ بغير مهاميز.
الأمر الثاني (مركوبهم) . أما أعيان هذه الطائفة من القضاة ونحوهم فيركبون البغال النفيسة المساوية في الأثمان لمسوّمات الخيول، بلجم ثقال وسروج مدهونة غير محلّاة بشيء من الفضة، ويجعلون حول السرج قرقشينا من جوخ. قال في «مسالك الأبصار» : وهو شبيه بثوب السرج مختصر منه، ويجعلون بدل العبي الكنابيش من الصوف المرقوم محاذية لكفل البغلة، ويمتاز قضاة القضاة بأن يجعل بدل ذلك الزناريّ من الجوخ، وهو شبيه بالعباءة مستدير من وراء الكفل ولا يعلوه بردعة ولا قوش، وربما ركبوا بالكنابيش «٣» . وأما من دون هؤلاء من هذه الطائفة فربما ركبوا الخيول بالكنابيش والعبي.
[الطائفة الثالثة مشايخ الصوفية]
وهم مضاهون لطائفة العلماء في لبس الدلق إلا أنه يكون غير سابل، ولا