الحيوان حتّى يكون بينه وبينه مائة فرسخ من جميع جهاته هيبة له وهربا منه.
[الرابع «الفيل»]
- وهو حيوان يؤتى به من بلاد الهند والحبشة.
قال الجاحظ: وهو من الحيوانات المائية وإن كان لا يسكن الماء. وهو من ذوات الخراطيم، وخرطومه أنفه، كما أن لكل شيء من الحيوان أنفا، وهو يده، وبه يتناول الطعام والشراب، ومنه يغنّي ويجرّ فيه الصوت كما يجرّه الزامر في القصبة بالنفخ. قال: وأصحابنا يزعمون أنه بينه وبين السّنّور عداوة، وأن الفيل يهرب منه هربا شديدا.
وذكر صاحب «الحيل في الحروب» أنه يقصر «١» عن صوت الخنزير وأنه بذلك ينفّر في الحروب. وقد ذكر الجوزي: أن للفيل إقداما على السبع.
قال الجاحظ: وهو يعادي البعوض لأنه يثقب جلده بقرصه، ومن ثم يرى الفيل دائما يحرك آذانه ليطرد عنه الناموس. وهو مخصوص بخفة وقع قوائمه على الأرض إذا مشى، حتّى لو أن إنسانا كان جالسا وجاء الفيل من خلفه لما شعر به.
وذكر عبد القاهر «٢» البغداديّ: أن الفيلة تحمل سبع سنين، وقيل: سنتين، وقيل: ثلاث «٣» قبل أن تضع؛ وأن لسان الفيل مقلوب: طرفه داخل حلقه وأصله من خارج، على العكس من سائر الحيوان؛ وأن ثدييها على كبدها، وترضع أولادها من تحت صدرها.
وقد ذكر الغزالي «٤» : أن فرجها تحت بطنها، فإذا كان وقت الضّراب ارتفع وبرز للفحل حتى يتمكن من إتيانها.