في البحر المحيط من كلّ بلد، وسكّان هذه المدينة أخلاط من البربر المسلمين، والرّياسة فيها لصنهاجة. قال في «العزيزي» . ولأودغست أعمال واسعة، وهي شديدة الحرارة، وأمطارها في الصيف، ويزرعون عليها الحنطة، والذّرة، والدّخن، واللّوبيا، والكرسنّة، وبها النخل الكثير وليس فيها فاكهة سوى التين، وبها شجر الحجاز كلّه: من السّنط والمقل وغيرهما.
قلت: وقد ذكر في «مسالك الأبصار» عدّة مدن غير هذه غير مشهورة يطول ذكرها.
الجملة الثالثة (في ذكر جبالها المشهورة. وهي عدّة جبال)
منها (جبل درن) بفتح الدال والراء المهملتين ونون في الآخر. قال ابن سعيد: وهو جبل شاهق مشهور لا يزال عليه الثلج، أوّله عند البحر المحيط الغربيّ في أقصى المغرب، وآخره من جهة الشّرق على ثلاث مراحل من إسكندرية من الديار المصرية، ويسمّى طرفه الشرقيّ المذكور رأس أوثان، فيكون امتداده نحو خمسين درجة، وفي غربيّه بلاد تينملك من قبائل البربر، وشرقيها بلاد هنتاتة من البربر أيضا وشرقيها بلاد مشكورة منهم، وشرقيها بلاد المصامدة.
ومنها (جبل كزولة) وهي قبيلة من البربر. قال ابن سعيد: وابتداؤه من البحر المحيط الغربيّ، ويمتدّ مشرّقا إلى حيث الطول اثنتا عشرة درجة، وموقعه بين الإقليم الثاني والإقليم الثالث، وبه مدينة اسمها تاعجست.
ومنها (جبل غمارة) . بضم الغين المعجمة وفتح الراء بعد الألف. وهي قبيلة من البربر أيضا؛ وهو جبل ببرّ العدوة فيه من الأمم ما لا يحصيه إلا الله تعالى، وهو ركن على البحر الروميّ، فإن بحر الزّقاق إذا جاوز سبتة إلى الشّرق انعطف جنوبا إلى جبل عمارة المذكورة، وهناك مدينة باديس المقدّم ذكرها.
ومنها (جبل مديونة) بفتح الميم وسكون الدال المهملة وضم المثناة من