ورأس الأمور التّقوى وهو بها جدير، وتأييد الشّرع الشريف فإنّه على هدى وكتاب منير، والاطلاع على الأحوال ولا ينبئك مثل خبير.
والعدل فهو العروة الوثقى، والإنصاف حتّى لا يجد مستحقّا، والعفاف فإنّ التّطلع لما في أيدي الناس لا يزيد رزقا، والاتّصاف بالذّكر الجميل هو الذي يبقى، وعرض العسكر المنصور ومن ينضمّ إليه من عربه وتركمانه وأكراده، وكلّ مكبّر في جحافله ومكثّر لسواده؛ وأخذهم بالتأهّب في كلّ حركة وسكون، والتّيقّظ بهم لكلّ سيف مشحوذ وفلك مشحون، والاحتراز من قبل البرّ والبحر، وإقامة كلّ يزك في موضعه كالقلادة في النّحر، ولا يعيّن إقطاعا إلا لمن يقطع باستحقاقه، ويقمع العدا بما يعرف في صفحات الصّفاح من أخلاقه، ولا يخل المباشرين من عناية تمدّ إليهم ساعد المساعدة، فلا يخلّوا في البلاد بعمارة تغدو في حللها مائدة؛ وليحفظ الطّرقات حفظا تكون به ممنوعة، ويمسك المسالك فإنّه في مفرّق طرقاتها المجموعة، وليقدّم مهمّات البريد وما ينطق على جناح الحمام، وليتّخذهما نصب عينيه في اليقظة والمنام؛ فربّ غفلة لا يستدرك فائتها ركض، ورسالة لا يبلّغها إلّا رسول ينزل من السماء وآخر يسيح في الأرض، ويرصد ما ترد به مراسمنا العالية ليسارع إليه ممتثلا، ويطالعنا بما يتجدّد عنده حتّى يكون لدينا ممثّلا؛ وهو يعلم أنّه واقف من بابنا الشريف بالمجاز، وقدّام عينينا حقيقة وإن قيل على طريق المجاز؛ فليؤاخذ نفسه مؤاخذة من هو بين يدينا، ويعمل بما يسرّه أن يقدّم فيما يعرض من أعماله علينا؛ والله تعالى يزيده حظوة لدينا، ويؤيّد به الإسلام حتّى لا يدع على أعداء الله للدّين دينا، والاعتماد.......
الصنف الثاني (الوظائف الديوانية بغزّة)
وبها ثلاث وظائف: يكتب لكلّ منها في قطع العادة ب «السامي» بغير ياء؛