العراق. وأمّا رأس العراق الذي عند عبّادان، فيدق عن ذلك. ثم قال: والذي يستدير على العراق- يعني والعراق على شماله- إذا ابتدأ من تكريت من بلاد الجزيرة المتقدّمة، يمر منها إلى حدود شهر زور؛ وهي بين الشرق والشمال عن العراق، ثم إلى السّيروان، وهي في الشرق، إلى حدود جبّا، وهي في الشرق والجنوب، ثم إلى البحر يعني بحر فارس، وهو في الجنوب عن العراق. وفي هذا الحدّ من تكريت إلى البحر تقويس، ثم من البحر إلى البصرة، وهي في الجنوب عن العراق، ثم من البصرة إلى البادية على سواد البصرة، ثم إلى بطائح البصرة، ثم إلى واسط، ثم إلى سواد الكوفة وبطائحها، ثم على ظهر الفرات إلى الأنبار، ثم من الأنبار إلى تكريت حيث وقع الابتداء.
ثم للمدن «١» قواعد ومدن.
[القاعدة الأولى بابل]
بفتح الباء الموحدة ثم ألف وباء موحدة ثانية مكسورة ولام في الآخر- وهي مدينة واقعة في الإقليم الثالث. قال في «الأطوال» حيث الطول سبعون درجة، والعرض اثنتان وثلاثون درجة وخمس وخمسون دقيقة. قال ابن حوقل: وهي أقدم أبنية العراق، وإليها ينسب إقليم بابل لقدمها، وكانت ملوك الكنعانيّين وغيرهم يقيمون بها. قال في «تقويم البلدان» : وبها آثار أبنية أحسبها أن تكون في قديم الأيام مصرا عظيما؛ ويقال إنها من بناء الضحّاك: أحد ملوك الفرس الذي ملك الأقاليم السبعة. قال: وفيها ألقي إبراهيم الخليل عليه السلام في النار؛ وقد أخبر الله تعالى في كتابه العزيز أن بها هاروت وماروت الملكين اللذين يعلمان الناس السّحر، ويقال إنهما بها في بئر وإن البئر ظاهرة بها إلى الآن. قال صاحب حماة:
وهي اليوم مدينة خراب، وقد صار في موضعها قرية صغيرة.