فلذلك رسم بالأمر الشريف- لا زالت مراسمه الشريفة عالية نافذة، وأوامره بصلة الأرزاق عائدة- أن يستقرّ...... على عادته وقاعدته: حملا على ما بيده من التوقيع الكريم.
فليباشر هذه الإمرة مع شركائه مباشرة حسنة، وليسر فيها سيرا تشكره عليه الألسنة، وليظهر السّداد، وليبذل الطّاعة والاجتهاد، وليسلك المسالك الحسنة؛ والله تعالى يجعله من الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، والوصايا كثيرة وملاكها تقوى الله تعالى؛ والله تعالى يجعل إحساننا إليه يتوالى.
قلت: وقد تقدّم أنّه يكتب بإمرة بني مهديّ من الأبواب السلطانية أيضا.
على أنّ هذا التوقيع من التواقيع الملفقة، ليس فيه مطابقة للتواقيع، وليس برائق اللفظ، ولا مؤنق المعنى.
الصنف السادس (مما يكتب لأرباب الوظائف بالشام- تواقيع زعماء أهل الذّمة: من اليهود والنصارى)
وهذه نسخة توقيع لبطرك النصارى مفتتحا ب «أما بعد» كتب به للبطرك «ميخائيل» وهي:
أمّا بعد حمد الله الّذي جعلنا نشمل كلّ طائفة بمزيد الإحسان، ونفيض من دولتنا الشريفة على كلّ بلد اطمئنانا لكلّ ملّة وأمان، ونقرّ عليهم من اختاروه ونراعيهم بمزايا الفضل والامتنان، والشّهادة بأنّه الله الّذي لا إله إلّا هو الواحد الذي ليس في وحدانيته قولان، والفرد المنزّه عن الجوهر والأقنوم والوالد والولد والحلول والحدثان، [شهادة]«١» أظهر إقرارها اللّسان، وعملت بها الجوارح والأركان، والصّلاة والسلام على سيدنا محمد عبده ورسوله المبعوث إلى كافّة الملل والإنس والجان، الذي بشّر به عيسى وآمن به موسى وأنزل عموم رسالته