النّقل، بلوغ العزّ والأمل، وأنّه لو كان في شرف المأوى بلوغ منى «لم تبرح الشّمس يوما دارة الحمل» ؛ فاستصحب الفرح والجذل، بدل الفكر والجدل.
الوظيفة الثانية- كتابة السّرّ بالشّام.
ويعبّر عنها بصحابة ديوان الإنشاء الشّريف بدمشق. وشأنه هناك شأن كاتب السّرّ بالأبواب السّلطانيّة.
وهذه نسخة توقيع بصحابة ديوان الإنشاء بالشّام، كتب بها لفتح الدّين ابن الشّهيد «١» ، من إنشاء القاضي ناصر الدّين بن النّشائيّ، في مستهلّ ذي القعدة سنة أربع وستّين وسبعمائة، وهي:
الحمد لله مجزل المنّ والمنح، ومرسل سحائب العطاء السّمح، ومعمل فكرنا الشّريف في انتخاب من أورى زند الخير بالقدح، ومنقّل السّرّ بين الأفاضل من صدر إلى صدر بحمّى يصون له السّرح، ويغني مشهور ألفاظه عن الشّرح، ومجمّل بناء الدّين، بما سكن به من صميم الفضل المبين، وما اقترن بأبوابه من حركة الفتح.
نحمده على نعم عاطرة النّفح، ونشكره على منن عالية السّفح، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له شهادة تنجّي قائلها من حرّ الجحيم وتقيه شرّ شرر ذلك اللّفخ، وتخطب بها ألسنة الأقلام على منابر الأنامل فتنشيء عندها من مطربات الورق على غصون الأوراق هديل الصّدح، ونشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الّذي بلّغ الرّسالة وأدى الأمانة وعامل الأمّة بالنّصح، وأزال عنهم التّرح وأمنه الله على أسرار وحيه فكان أشرف أمين خصّه الله في محكم آياته بالمدح، وجعله أعظم من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فلم تأخذه في الله لومة لائم