ألف. واسترقّ مائة ألف، وفرّق في البلاد مائة ألف، ونقل رخام إيلياء وآلاتها وذخائرها إلى الاندلس.
ويحكى أن الخضر (عليه السّلام) وقف على أشبان هذا وهو يحرث أرضا له أيام حداثته، فقال له: يا أشبان، إنك لذو شان، وسوف يحظيك زمان، ويعليك سلطان، فإذا أنت تغلّبت على إيلياء، فارفق بورثة الأنبياء! - فقال له أشبان:
أساخر بي رحمك الله؟ أنّى يكون هذا وأنا ضعيف مهين، فقير حقير؟ - فقال: قدّر ذاك من قدّر في عصاك اليابسة ما تراه، فنظر أشبان إلى عصاه فرآها قد أورقت، فارتاع لذلك، وذهب الخضر عنه وقد وقر ذلك في نفسه، ووثق بكونه، فترك الامتهان، وداخل الناس، وصحب أهل الباس، وسما به جدّه فارتقى في طلب السلطان حتّى نال منه عظيما، ودام ملكه عشرين سنة، واتصلت المملكة في بنيه إلى أن ملك منهم الأندلس خمسة وخمسون ملكا.
الطبقة الثالثة (الشبونقات)«١»
وهي طائفة ثارت على الاندلس من رومة في زمن مبعث المسيح عليه السلام، وملكوا الأندلس والإفرنجة معها، وجعلوا دار مملكتهم ماردة واتصل ملكهم إلى أن ملك أربعة «٢» وعشرون ملكا. ويقال: إن منهم كان ذو القرنين.
والذي ذكره «هروشيوش» مؤرّخ الروم أن الذي خرج عليهم من رومة ثلاث طوالع من الغريقيّين. وهم: الأنبيّون، والشوانيّون، والقندلش، واقتسموا ملكها:
فكانت جلّيقيّة لقندلش؛ ولشبونة وماردة وطليطلة ومرسية للشوانيين، وكانت إشبيلية وقرطبة وجيّان ومالقة للأنبيين، حتّى زحف عليهم القوط من رومة كما سيأتي.