جنوب بشمال نحو ثلاثة أيام تزيد وتنقص، وهي شديدة الأمطار، كثيرة الأنهار، كثيرة الفواكه خلا النخل والموز وقصب السّكّر والمشمش، ويجلب إليها المحمضات من مازندران. قال: ومدن كيلان غير مسوّرة، ولملوكهم قصور علية، وجميع مبانيها بالآجرّ مفروشة به أيضا كما في بغداد، مسقّفة بالخشب، وبعضها معقودة أقباء وعليها قشّ مضفور، وفي غالب ديارها آبار قريبة المستقى نحو ذراعين أو ثلاثة أو أقل، والأنهار حاكمة على مدنها، وبها حمّامات يجري إليها الماء من الأنهار، وبها المساجد والمدارس وتسمّى بها الخوانق، وغالب أقواتهم الأرزّ يعمل منه الخبز والرّقاق مع تيسر القمح والشعير عندهم، والبقر والغنم عندهم بكثرة؛ وأسعارهم متوسطة إلى الرّخص، وبها الحرير الكثير؛ ولها حصون في نواحي مازندران وجزائر في بحر طبرستان، وبها الرمان والبلوط والفواكه، وفيها تحصّنهم عند مغالبة العدوّ لهم، ولباسهم الأقبية الإسلامية الضّيّقة الأكمام وتخافيف صغار على رؤوسهم، ويشدّون المناطق والبنود، وخيلهم براذين، وفي سروجهم المحلّى بالفضة وغيره، ولملوكهم زيّ جميل على ضيق بلادهم وقلة متحصّلها، ويركب الملك بالرّقبة السلطانية والحجّاب والسّلاح دارية والجمدارية، والجنائب المجرورة، ويتّخذ بظواهر قصور ملوكهم ميادين خضر في أوساطها قصور صغار من الخشب فيها جلوسهم للخدم والمظالم. ولا يزال بين ملوكهم الخلف فإذا قصدهم عدوّ خارجيّ عنهم تألفوا واجتمعوا عليه، حتّى إن هولاكو جهز إليهم جيشا عدّته سبعون ألفا صحبة نائبة قطلوشاه فلم ينل منهم قصدا، وكان آخر الأمر أن قتل قطلوشاه وهلك جلّ من معه. وقد ذكر في «مسالك الأبصار» أن بها ثمان قواعد بكل قاعدة منها ملك وبعضهم أكبر من بعض، وموقع جميعها في الإقليم الرابع.