كالفهد وكيف يصف وحوش الصيد كالظّباء، وبقر الوحش، وحمر الوحش وغيرها؛ وكذلك ما يقع من التشبيهات بشيء من الحيوان كما قال بعض الشعراء:
وتجتنب الأسود ورود ماء ... إذا كان الكلاب يلغن فيه
وكما أنشد الجاحظ:
جاءت مع الأفشين «١» في هودج ... تزجي إلى البصرة أجنادها
كأنّها في فعلها هرّة ... تريد أن تأكل أولادها
مشيرا بذلك إلى ما تقدّم من أكل الهرّة أولادها، وغير ذلك مما يجري هذا المجرى، وسيأتي ذكر ما في معنى ذلك من الرسائل المتعلقة بأوصاف الحيوان في المقالة العاشرة المعدّة لذلك إن شاء الله تعالى.
[النوع الرابع فيما يحتاج إلى وصفه من الطيور]
ويحتاج الكاتب إلى ذلك في رسائل الصيد، وإهداء الجوارح، والجواب عن إهدائها، وكتابة قدم البندق «٢» ، وما يجري مجرى ذلك؛ وهو على أربعة أصناف:
الصنف الأوّل «الجوارح»
وهي يصاد بها الطير والوحش؛ ويحتاج الكاتب إلى وصفها في الرسائل الصيديّة وفي إهداء شيء من الجوارح أو الجواب عنها.