ذلك في الكلام على التواقيع في المقالة الخامسة إن شاء الله تعالى.
وأما مقرّات الخلفاء، فهي أربع مقرّات:
المقرّة الأولى المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام والتحية والإكرام
كانت مقرّة الخلفاء الراشدين إلى حين انقراضهم؛ وذلك أن مبدأ النبوة كان بمكة ثم هاجر النبيّ صلّى الله عليه وسلم إلى المدينة، وأقام بها حتّى توفّي في الثالث «١» عشر من ربيع الأوّل سنة إحدى عشرة من الهجرة.
ثم كان بعده في الخلافة أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليّ، ثم الحسن إلى حين سلّم الأمر لمعاوية، وإنما كان مقام عليّ والحسن بالعراق زمن القتال بينهما وبين معاوية.
المقرّة الثانية الشأم وهي دار خلفاء بني أميّة إلى حين انقراضهم
قد تقدّم أن معاوية كان أميرا على الشأم قبل الخلافة، ثم استقل بالأمر حين سلّم إليه الحسن، وبقي في الشام هو ومن بعده إلى حين انقراض خلافتهم، فقتل مروان بن محمد على ما تقدّم ذكره. وكانت دار إقامتهم دمشق، وإن نزلوا غيرها فليس لإقامة.