أوّل من عرّف العرفاء على الناس لجباية المال وغيره زياد، وكان يقول:
العرفاء كالأيدي والمناكب فوقها.
[المعاملات]
أوّل من ضرب الدنانير والدراهم في الإسلام عبد الملك بن مروان، ضربها بالشأم من فضة خالصة، وكان الناس قبل ذلك يتعاملون بدراهم الفرس والرّوم؛ ولما ضربها عبد الملك كتب إلى الحجاج بالعراق باقامة رسم ذلك، فضرب الدراهم ونقش عليها «قل هو الله أحد» إلى آخر السورة، فسمّيت الدراهم الأحديّة، وكرهها الناس لنقش القرآن عليها، مع أنه قد يحملها المحدث، فسميت المكروهة.
قلت: وقد رأيت درهما من هذه الدراهم الأحدية، أرانيه بعض أعيان حلب، وذكر لي أن فلاحا أصاب ركازا لطيفا بها فأحضره إلى نائب حلب خوف عهدته، فاقتسمه هو وأهل مجلسه، وعوّضه من كل درهم أضعافه، فحصل لوالد ذلك الرئيس هذا الدرهم فوصل إليه بعده.
أوّل من شدّد في العيار في الدراهم يوسف بن عمر «١» ، أمر أن لا يضرب درهم بنقص حبة فما فوقها، ثم استخفّ درهما فوجده ينقص حبّة، فأمر أن يضرب كل رجل من الضرّابين ألف سوط، وكانوا مائة ضرّاب، فضرب في نقص حبة واحدة مائة ألف سوط.
أوّل من شدّد في خلوص الذهب أحمد بن طولون صاحب مصر والشام، وذلك أنه حين وجد الكنز المشهور بعين شمس، وأتي له منه بميّت وعلى صدره لوح ذهب مكتوب بالقبطية فعرّب فإذا فيه: أنا أكبر الملوك وذهبي أخلص الذهب؛ فقال: قاتل الله من يكون هذا اللّعين أكبر منه أو ذهبه أخلص