للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الجملة الحادية عشرة في ترتيب أمور السلطان بهذه المملكة على ما كان الأمر عليه]

حكى في «مسالك الأبصار» عن نظام الدين بن الحكيم الطياريّ أن أهل هذه المملكة من التتر كانوا قد داخلوا العجم وزوّجوهم وتزوّجوا منهم، وخلطوهم بالنفوس في الأمور، فتفخمت قواعدهم، وجرت على عوائد الخلفاء والملوك في غالب الأمور قوانينهم.

ثم للسلطان بهذه المملكة مشتى ومصيف:

فأما مشتاه فبأوجان بظاهر تبريز، وهو مكان متسع ذو مروج ومياه على ما تقدّم ذكره، وبه قصور لأكابر الأمراء والخواتين. أما عامة الأمراء والخواتين، فإنهم يتخذون زروبا «١» من القصب كالحظائر يتزرّبون بها، وينصبون معها الخركاوات «٢» والخيام، فتصير مدينة متسعة الجوانب، فسيحة الأرجاء، حتّى إذا خرجوا لمصيفهم راحلين عنها، أحرقوا تلك الحظائر لكثرة ما يتولد فيما بقي منها من الأفاعي والحيات، ولا يبالون بما يغرم عليها من كثير الأموال.

وأما مصيفه فمكان يعرف بقراباغ، ومعناه البستان الأسود، وفيه قرى.

ممتدّة، وهو صحيح الهواء، طيب الماء، كثير المرعى، وإذا نزل به الأردو «٣» ، وهو وطاق «٤» السلطان وأخذت الأمراء والخواتين منازلهم، نصب هناك مساجد جامعة، وأسواق منوّعة، يوجد بها من كل ما في أمهات المدن الكبار حتّى يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>