للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبيس، ومات سنة تسع وثمانين وخمسمائة، وبموته انقرضت دولة الهواشم بمكة.

وذكر السلطان عماد الدين صاحب حماة في «تاريخه» أن أمير حاج العراق في سنة إحدى وسبعين وخمسمائة توجه من عند الخليفة بعزله، فجرى بينهما حرب انتهى الأمر فيها إلى انهزام مكثر المذكور، وأقيم أخوه داود مكانه. وما زالت الإمرة فيه تارة، وفي أخيه مكثر تارة حتّى مات داود في سنة تسع وثمانين وخمسمائة. وقال: إنه داود بن عيسى بن محمد بن أبي هاشم.

[الطبقة الثامنة بنو قتادة]

نسبة إلى قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن عبد الله أبي الكرام بن موسى الجون بن عبد الله بن حسن بن الحسن السّبط بن عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه.

وكان السبب في ولايته مكة أنها لما كانت مع الهواشم كان بنو حسن مقيمين بنهر العلقمية من وادي ينبع، فجمع قتادة قومه بني مطاعن وأسالف بني أحمد وبني إبراهيم وتأمر عليهم وملك ينبع، ثم ملك الصفراء، وسار إلى مكة فانتزعها من الهواشم المتقدّم ذكرهم وملكها، وخطب للناصر لدين الله العباسيّ: خليفة بغداد، وتعاظم أمره حتّى ملك مع مكة والينبع أطراف اليمن وبعض أعمال المدينة وبلاد نجد، ولم يفد على أحد من الخلفاء ولا من الملوك، وتوفي سنة سبع عشرة وستمائة؛ وولّي مكانه ابنه الحسن فامتعض لذلك أخوه راجح بن قتادة، ثم قدم الملك المسعود أقسر بن الكامل صاحب اليمن سنة عشرين وستمائة من اليمن إلى مكة وملك مكة وقتل جماعة من الأشراف ونصب رايته وأزال راية أمير الركب الذي من جهة الخليفة، فكتب الخليفة من بغداد إلى أبيه الكامل يعاتبه في ذلك، فكتب الكامل إلى ابنه أقسر: برئت يا أقسر من ظهر العادل إن لم أقطع يمينك! فقد نبذت وراء ظهرك دنياك ودينك! ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم! وذهب

<<  <  ج: ص:  >  >>