فأما شوقه لعبده فالمولى قد «١» أبقاه الله قد أوتي فصاحة لسان، وسحب ذيل العيّ على سحبان.
وكما قال الشيخ ضياء الدين أحمد القرطبي «٢» من رسالة كتب بها للشيخ تقيّ الدين بن دقيق العيد «٣» ، يصف رسالة وردت منه عليه: إنّ كلمها يميس في صدورها وأعجازها، وتنثال عليها أعراض المعاني بين إسهابها وإيجازها، فهي فرائد ائتلفت في أبكار الوائليّ والإيادي «٤» .
النوع التاسع مما يحتاج إليه الكاتب «٥» من حفظ جانب جيد من مكاتبات الصدر الأوّل،
ومحاوراتهم، ومراجعاتهم، وما ادّعاه كل منهم لنفسه أو لقومه، والنظر في رسائل المتقدّمين من بلغاء الكتاب، وفيه ثلاثة مقاصد
المقصد الأوّل في وجه احتياج الكاتب إلى معرفة ذلك
أما حفظ مكاتبات الصدر الأوّل ورسائلهم فلأنها مع «٦» مبتدع البلاغة وكنز الفصاحة غير ملابسة لطريقة الكتّاب في أكثر الأمور؛ فيستعان بحفظها