الأخضر، والنّبق «١» ، والتّوت، والفرصاد «٢» ، والموز، ولا يوجد فيها الجوز، والفستق، والبندق، والإجّاص إلّا مجلوبا بعد جفافه، وإن زرع بأرضها شيء من ذلك، لم يفلح؛ والزيتون فيها بقلّة، ولا يستخرج منه زيت البتة وإنما يؤكل ملحا «٣» .
وفيها من المحمضات: الأترجّ «٤» ، والحمّاض، والكباد «٥» ، والنّارنج «٦» ، واللّيمون، على اختلاف أنواعها.
[وأما أصناف المطعوم]
- ففيها ما يستطاب من الألبان، والأجبان، والعسل، الذي لا يساوى حسنا، ولا يشبهه غيره من سائر الأعسال، والسّكّر الكثير: من المكرّر، والتبع، والوسط، والنبات. ومنها يجلب إلى أكثر البلاد. قال في «مسالك الأبصار» : وقد نسي به ما كان يذكر من سكّر الأهواز.
وبها من أنواع الحلوى والأشربة المتخذ ذلك من السّكّر، والأشربة الفائقة ما لا يوجد في غيرها من الأقاليم.
وبها من لحم الضأن، والبقر، والمعز، ما لا يعادله غيره في قطر من الأقطار لطافة ولذّة.
قلت: ومن محاسنها أن فاكهتها لا يدوم نوع منها في جميع السنة فيملّ، بل يأتي كل نوع منها في وقت دون وقت، فتتشوّف النفوس إلى طلبه، ويكون لقدومه بهجة. ولا يعترض ذلك بدوام أكل الجنة، فإن الجنة أكلها لا يملّ بخلاف