واعلم أن هذه المملكة لم تزل بيد ملوك الفرس لابتداء الأمر وإلى حين انقراض دولتهم بالإسلام على ما سيأتي ذكره. قال المؤيد صاحب حماة: وهم أعظم ملوك الأرض من قديم الزمان، ودولتهم وترتيبهم لا يماثلهم في ذلك أحد.
وهم على أربع طبقات:
[الطبقة الأولى القيشداذية]
سمّوا بذلك لأنه كان يقال لكل من ملك منهم قيشداذ ومعناه سيرة العدل.
وأوّل من ملك منهم (أوشهنج) وهو أوّل من عقد على رأسه التاج وجلس على السرير ورتّب الملك ونظّم الأعمال ووضع الخراج. وكان ملكه بعد الطّوفان بمائة «١» سنة، وهو «٢» الذي بني مدينتي بابل والسّوس «٣» ، وكان محمود السيرة، حسن السياسة.
ثم ملك بعده «٤»(طهمورث) وهو من عقب أوشهنج المقدّم ذكره، وبينهما عدّة آباء، وسلك سيرة جدّه، وهو أوّل من كتب بالفارسية.
ثم ملك بعده أخوه «٥»(جمشيذ) ومعناه شعاع القمر، وسار سيرة من تقدّمه