قد ذكر في «مسالك الأبصار» : أن أوسط الأسعار بها في غالب الأوقات أن يكون كلّ قفيز من القمح بخمسين درهما، والشعير دون ذلك. قال: وغالب سعر اللحم الضأن عندهم كلّ رطل أفريقيّ بدرهم قديم، وبقيّة اللحوم دونه في القيمة، وفي الرّبيع ينحطّ السّعر عن هذا القدر. وذكر أن الدّجاجة الجيّدة عندهم بدرهمين جديدين. ثم قال: وأحوالها مقاربة في ذلك للديار المصرية لقرب المجاورة، وقد ذكر في «مسالك الأبصار» : أن تونس وبجاية في المعاملة والسعر متقاربتان.
[الجملة الثامنة (في صفات أهل هذه المملكة في الجملة)]
قال في «مسالك الأبصار» : ولأهل أفريقيّة لطف أخلاق وشمائل بالنسبة إلى أهل برّ العدوة وسائر بلاد المغرب، بمجاورتهم مصر وقربهم من أهلها، ومخالطتهم إيّاهم، ومخالطة من سكن عندهم من أهل إشبيلية «١» من الأندلس.
وهم من هم! خفّة روح، وحلاوة بادرة. قال: وهم على كلّ حال أهل انطباع، وكرم طباع، وناهيك من بلاد من شعر ملكها السلطان أبي العبّاس «٢» قوله: (طويل) .
مواطننا في دهرهنّ عجائب ... وأزماننا لم تعدهنّ الغرائب
مواطن لم تحك التواريخ مثلها ... ولا حدّثت عنها اللّيالي الذواهب