الفصل الثالث من الباب الثالث من الخاتمة في الهجن المعدّة لنقل ذلك
قد ذكر في «التعريف» أنه مما حدث في الدّولة الناصرية «محمد بن قلاوون» واستمرّ. وقد كان قبل ذلك لا يحمل إلا في البحر خاصّة. ثم ذكر أن هذه المراكز من دمشق إلى الصّنمين، ثم منها إلى بانياس، ثم منها إلى أربد، ثم منها إلى بيسان، ثم منها إلى جينين، ثم منها إلى قاقون، ثم منها إلى لدّ، ثم منها إلى غزّة، ثم منها إلى العريش، ثم منها إلى الورّادة، ثم منها إلى المطيلب، ثم منها إلى قطيا، ثم منها إلى القصير، ثم منها إلى الصّالحيّة، ثم منها إلى بلبيس، ثم منها إلى القلعة.
قال: والمستقرّ في كلّ مركز ستّ هجن: خمسة للأحمال، وهجين للهجّان، تكون كلّ نقلة خمسة أحمال. وهذه الهجن من الشام إلى العريش على المملكة الشّاميّة، خلا جينين فإنها على صفد. ومن الورّادة إلى القلعة هجن من المناخات السّلطانية والكلفة على مال مصر. ولاتستقرّ هذه الهجن بهذه المراكز إلا أوان حمل الثّلج، وهي: حزيران وتشرين الثاني؛ وعدّة نقلاته إحدى وسبعون نقلة، متقارب مدد ما بينها، ثم صار يزيد على ذلك؛ ويجهّز مع كلّ نقلة بريديّ يتداركه، ويجهّز معه ثلّاج خبير بحمله ومداراته، يحمل على فرس ببريد ثان. قال: واستقرّ في وقت أن يحمل الثّلّاج على خيل الولاية.