سمّوا بذلك لأن في أوّل اسم كل واحد منهم لفظة كي، ومعناه الرّوحاني وقيل الجبّار.
وأوّل من ملك منهم بعد كرشاسف المقدّم ذكره (كيقباذ) بن زو، فسار سيرة أبيه في العدل ومات؛ فملك بعده (كيكاؤوس) بن كينيه بن كيقباذ ومات؛ فملك بعده ابنه (كيخسرو بن سياووس بن كيكاؤوس) بولاية من جدّه، ثم أعرض عن الملك.
وملك بعد (كيهراسف بن أخي كيكاؤوس) واتخذ سريرا من ذهب مرصعا بالجوهر، كان يجلس عليه، وبنى مدينة بلخ بأرض خراسان وسكنها لقتال الترك؛ وفي زمنه كان بختنصّر فجعله نائبا له ثم مات.
وملك بعده (كيبشتاسف) وبنى مدينة نسا، وفي أيامه ظهر زرادشت صاحب «كتاب المجوس» الآتي ذكره في الكلام على النّحل والملل، وتبعه كيبشتاسف على دينه ثم فقد.
وملك بعده (أردشير بهمن) ومعنى بهمن الحسن النية ابن إسفنديار بن كيبشتاسف، واسمه بالعبرانية كورش؛ وملك الأقاليم السبعة، وهو الذي أمر بعمارة البيت المقدّس بعد أن خربه بختنصّر.
ثم ملك بعده ابنه (دارا بن أردشير) وفي زمنه ملك (الإسكندر بن فيلبس) وغلب دارا على ملك فارس، واستناب به عشرين رجلا، وهم المسمّون بملوك الطوائف، فأقاموا على ذلك خمسمائة واثنتي عشرة سنة، ثم بطل حكم ذلك.