أوّل هدية كانت في النّيروز لجما الملك المتقدّم ذكره، وذلك أنه لم يظهر القصب إلا في أيامه فذاقه بعض الناس فاستحلاه فصنع منه السكر فوافق فراغه في أوّل يوم ملك فيه جما وهو يوم النّيروز فأهدي إليه منه في ذلك اليوم، فصار سنة عندهم، فهم يتهادون فيه بالسّكّر، ثم توسعوا فيه فتهادوا بغير السّكّر.
أوّل ما ظهر المهرجان في زمن أفريدون القائم بعد الضحّاك من ملوك الفرس، وذلك أنه لما ظفر بالضحاك فقيده وانقطع ما كان في زمنه من الظلم والفساد، سمّى اليوم الذي ظفر به فيه المهرجان. قال العسكريّ: والمهر الوفاء كأن معناه سلطان الوفاء، وكان سبيل الملوك فيه سبيل النّيروز.
أوّل من افتتح المكاتبة بتهنئة النيروز والمهرجان أحمد بن يوسف «١» أهدى إلى المأمون سفط ذهب فيه قطعة عود هنديّ في طوله وعرضه، وكتب معه «هذا يوم جرت فيه العادة، بإلطاف العبيد السادة» .
[الأقوال]
أوّل من قال «أما بعد» داود عليه السّلام، ويقال إنها فصل الخطاب المشار إليه بقوله تعالى وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ
«٢» . وقيل أوّل من قالها قسّ بن ساعدة.
أوّل من قال مرحبا سيف بن ذي يزن، قال ذلك لعبد المطلب جدّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، حين وفد عليه ليهنّئه برجوع الملك إليه، فقال له «مرحبا وأهلا، وناقة ورحلا، ومناخا سهلا؛ وملكا ربحلا «٣» ، يعطي عطاء جزلا» .