يعتدّ بالضم والكسرة إذ اللغة الأصلية فيها إنما هي فتح الراء دائما، والقياس كتابته بصورة الحركة التي قبل الهمزة، وكذلك كتبوا «لا أوضعوا» بزيادة ألف بعد اللام ألف، وذلك مختص برسم المصحف الكريم دون غيره فلا يقاس عليه، والله أعلم.
[الحرف الثاني الواو، وتزاد في مواضع أيضا]
(منها) تزاد في عمرو بعد الراء إذا كان علما في حالتي الرفع والجرّ فرقا بينه وبين عمر. وكانت الزيادة واوا ولم تكن ياء لئلا يلتبس بالمضاف إلى ياء المتكلم، ولا ألفا لئلا يلتبس المرفوع بالمنصوب. وجعلت الزيادة في عمرو دون عمر، لأن عمرا أخفّ من عمر من حيث بناؤه على فعل ومن حيث انصرافه. أما في حالة النصب فلا تزاد فيه الواو ويكتب عمرو بألف وعمر لا يكتب بألف لأنه لا ينصرف، وكذلك المحلّى باللام كالعمر والمضاف كعمره والواقع قافية شعر كقول الشاعر:
إنّما أنت في سليم كواو ... ألحقت في الهجاء ظلما بعمر
وكذلك عمر واحد عمور الأسنان: وهو اللحم الذي بينها، وما هو بمعنى المصدر مثل قولهم: لعمر الله لا تزاد فيه الواو إذ لا لبس. ولم يفرقوا في الكتابة بين عمر العلم وعمر جمع عمرة لأنهما ليسا من جنس واحد فلا يلتبسان.
(ومنها) تزاد في أولئك بين الألف واللام فرقا بينها وبين إليك إذ حذفوا ألف أولئك الذي بعد اللام لكثرة الاستعمال فالتبست بإليك، وكانت الواو أولى بالزيادة من الياء، لمناسبة ضمّة الهمزة؛ ومن الألف، لاجتماع صورتي الألف، وهم يحذفون الواحدة إذا اجتمعت صورتاها، وجعلت الزيادة في أولئك دون إليك، لأن الاسم أحمل للزيادة من الحرف ولأن أولئك قد حذف منه الألف فكان أولى بالزيادة لتكون كالعوض من المحذوف.