وأما مدنها الداخلة في مملكتها، فقد ذكر في «مسالك الأبصار» أن لها ثمان عشرة مدينة: وهي تلمسان، وجده، ومديونة، وتدرومه، وهنين، ووهران، وتميز غزان، وبرسك، وشرشال، وتونت، ومستغانم، وتنس، والجزائر، والقصبات، ومازونة، وتاحجحمت، ومليانة، والمريّة.
وأما الطريق الموصل إليها، فقد تقدّم في الكلام على مملكة تونس الطريق من الديار المصرية إلى تونس. وقد ذكر في «الذيل على الكامل» أن من تونس إلى باجة، ومنها إلى تغريه وهي آخر بلاد أفريقية، ومنها إلى قسنطينة وهي أوّل بلاد بجاية، ومنها إلى أوّل بلاد تلمسان، ومنها إلى قليلية، ومنها إلى البقيعة، ومنها إلى تلمسان.
[الجملة الثانية (في حال مملكتها)]
لم أقف على شيء من ترتيب مملكتها، والظاهر أنها تشبه مملكة تونس في الحال والترتيب أو قريب من ذلك. فقد ذكر في «مسالك الأبصار» أن بجاية ثانية تونس في الرّتبة والحال، والموجودات، والمعاملات. وقد تقدّم أن بجاية من الغرب الأوسط، فتكون تلمسان في معناها، وإن وقعت مخالفة في ترتيب المملكة فإنما تكون في القدر اليسير. قال في «مسالك الأبصار» وهي مملكة كبيرة، وسلطنة جليلة، قريب الثلثين من مملكة برّ العدوة. وهي وسيعة المدى كثيرة الخيرات، ذات حاضرة وبادية، وبرّ وبحر.