[الفصل الثالث فيمن ملك الديار المصرية، جاهلية وإسلاما]
قال السلطان عماد الدين صاحب حماة في «تاريخه» : وكانت أهل مصر أهل ملك عظيم في الدهور الخالية والأزمان السالفة، ما بين قبطيّ ويونانيّ وعمليقيّ «١» ، وأكثرهم القبط. قال: وأكثر من تملّك مصر الغرباء.
وهم على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى من ملكها قبل الطّوفان، وقلّ من تعرّض له من المؤرّخين
قد تقدّم في الكلام على ابتداء عمارة مصر أن أوّل من عمرها قبل الطوفان نقراووس بن «٢» مصريم بن براجيل بن رزائيل بن غرباب بن آدم عليه السلام، ومعنى نقراووس بالسريانية ملك قومه، وهو الذي عمر مدينة أمسوس أوّل قواعد مصر المتقدّم ذكرها؛ ثم ملكها بعده ابنه نقراووس الثاني مائة وسبع سنين؛ ثم ملكها بعده أخوه مصرام بن نقراووس الأوّل؛ ثم ملكها بعده عنقام الكاهن ولم تطل مدّة ملكه؛ ويقال إنّ إدريس عليه السلام رفع في زمانه؛ ثم ملكها بعده ابنه غرناق؛ ثم ملك بعده رجل من بني نقراووس اسمه لو جيم؛ ثم ملك بعده رجل اسمه خصليم، وهو أوّل من عمل المقياس للنيل على ما تقدّم ذكره؛ ثم ملك بعده ابنه هرصال، ومعناه بالسريانية خادم الزّهرة، وهي مدينة شرق النيل، وعمل