ويقال في وصيّة بطرك اليعاقبة مثل ما في وصيّة بطرك الملكيّه، إلا فيما ينبّه عليه. ويسقط منه قولنا:«واعلم بأنّك في المدخل إلى شريعتك طريق إلى الباب» إذ كان لا يدين بطاعة الباب «١» الذي هو رأس الملكانيّين، وإنما هو رأس اليعاقبة نظيره للملكانيّين، ويقال مكان هذه الكلمة «واعلم بأنك في المدخل إلى شريعتك قسيم الباب وأنتما سواء في الأتباع، ومتساويان فإنّه لا يزداد مصراع على مصراع» . ويسقط منه قولنا:«وليتجنّب البحر «٢» وإيّاه من اقتحامه فإنّه يغرق» وثانية هذه الكلمة إذا كان ملك اليعاقبة مغلغلا [في الجنوب]«٣» ولا بحر، ويبدل بقولنا:«وليتجنّب ما لعلّه ينوب، وليتوقّ ما يأتيه سرّا «٤» من تلقاء الحبشة حتّى إذا قدر فلا يشمّ أنفاس الجنوب؛ وليعلم أنّ تلك المادّة وإن كثرت مقصّرة، ولا يحفل بسؤدد السّودان فإنّ الله جعل آلة الليل مظلمة وآية النهار مبصرة» ثم يختم بالوصية بالتقوى كما تقدّم، ونحو هذا والله أعلم.
النوع الثاني (ما هو خارج عن حاضرتي مصر والقاهرة: من وظائف الديار المصريّة مما يكتب لأربابها. وهي ثلاث جهات)
الجهة الأولى (ثغر الإسكندريّة، والوظائف فيها على ثلاثة أصناف)
الصنف الأوّل (وظائف أرباب السّيوف وبها وظيفة واحدة وهي النّيابة)
وقد تقدّم في الكلام على ترتيب وظائف الديار المصرية أنّها كانت أوّلا