للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشهابي ابن فضل الله في «التعريف» .

قال في «التعريف» : وهي مولدة بين الثعالب والكلاب، ولذلك لا تقبل التعليم إلا في البطن الثالث منها؛ قال: ولها سلاح جيد. قال في «المصايد والمطارد» : ولها أنساب كأنساب الخيل، قال: وقلّ أن يعرض لها مرض الكلب.

وأمّا «الزّغاريّة» فهي ألطف قدّا من السّلوقية؛ ولم أدر إلى ماذا تنسب.

[الصنف الثالث ما يعتنى بصيده من الوحش، والمشهور منه عشرون ضربا]

الأوّل «الحمارة العتابية»

- وهي حيوان في صورة البرذون موشّى الجلد بالبياض والسّواد يروق الناظر حسنها. وقد كان أهدي للظاهر برقوق- سقى الله عهده- حمارة من هذا النوع، فأقامت مدّة، ثم أعطاها فقيرا من فقراء العجم فكان يركبها كما تركب الخيل والحمير ويمشي بها في القاهرة، ثم عوّضه الناصر بن الظاهر سلطان العصر عنها عوضا، واعتادها منه، وأرسلها في هديّة لابن عثمان صاحب بلاد الروم غربيّ الخليج القسطنطيني.

[الثاني «البقر الوحشية»]

- وتعرف بالمها؛ وهي دون البقر الأهلية في المقدار، ولها قرنان في رأسها، في كل قرن منهما شعب؛ وهي من جليل الصيد؛ ويقال للفتيّ منها: المها؛ وبها يضرب المثل في حسن العيون وسوادها.

ومن طبعه: الشّبق وشدّة الشهوة، ولذلك إذا حملت أنثاه هربت منه خوفا من تعبّثه بها وهي حامل؛ وربما ركب الذكر الذكر لشدّة شبقه.

قال صاحب «المصايد والمطارد» : وكل إناث الحيوان أرق صوتا من الذكور إلا البقر الوحشية فإن الأنثى أفخم صوتا وأظهر من الذكر. ومواضعها من البرّيّة: الوهدات، وما استوى من الأرض ودنا من الماء والعشب، وليست مما يسكن الجبل؛ ولذلك عيب في ذلك محمد بن عبد الملك الزيّات كاتب المعتصم ووزيره حيث وصف ثورا من ثيرانها برعيه في الجبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>