للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السنين لضيق العيش. قال: ومع ذلك فليس لهم تمسّك بدين ولا رزانه في عقل؛ ثم عقب ذلك بأن قال: ومع ذلك فهم من خيار التّرك أجناسا لوفائهم وشجاعتهم وتجنبهم الغدر، مع تمام قاماتهم وحسن صورهم وظرافة شمائلهم. ثم قال:

ومنهم معظم جيش الديار المصرية من ملوكها وأمرائها وجندها؛ إذ لما رغب الملك الصالح (نجم الدين أيوب) في مشترى المماليك منهم، ثم صار من مماليكه من انتهى إلى الملك والسلطنة، فمالت «١» الجنسية إلى الجنسية، ووقعت الرغبة في الاستكثار منهم حتّى أصبحت مصر بهم آهلة المعالم، محميّة الجوانب؛ منهم أقمار مواكبها، وصدور مجالسها، وزعماء جيوشها، وعظماء أرضها. وحمد الإسلام مواقفهم في حماية الدّين، حتّى إنهم جاهدوا في الله أهليهم. قال: وكفى بالنصرة الأولى يوم عين جالوت في كسر الملك المظفر قطز صاحب مصر إذ ذاك في سنة ثمان وخمسين وستمائة عساكر هولاكو ملك التّتر بعد أن عجز عنهم عساكر الأقطار، واستأصلوا شأفة السلطان (جلال الدين محمد بن خوارزم شاه) وقتلوا عساكره؛ مع أن الجيش المصريّ بالنسبة إلى العساكر الجلالية كالنقطة من الدائرة، والنّغبة من البحر، والله يؤيد بنصره من يشاء.

أما في زماننا هذا فإنه منذ قام السلطان الملك الظاهر برقوق من جنس الجركس، رغب في المماليك من جنسه وأكثر من المماليك الجراكسة حتّى صار منهم أكثر الأمراء والجند، وقلّت المماليك الترك من الديار المصرية حتّى لم يبق منهم إلا القليل من بقاياهم وأولادهم.

[الإقليم الثالث بلاد الخزر]

بفتح الخاء والزاي المعجمتين وراء مهملة في الآخر.

وقاعدته مدينة (بلنجر) . قال في «اللباب» : بفتح الباء الموحدة واللام

<<  <  ج: ص:  >  >>