خرجوا على الشبونقات «١» فغلبوا على الأندلس واقتطعوها من صاحب رومة، وانفردوا بسلطانهم، واتخذوا مدينة طليطلة دار ملكهم (دخشوش «٢» ) ملك القوط، وهو أوّل من تنصّر من هؤلاء بدعاء الحواريين ودعا قومه إلى النصرانية، وكان أعدل ملوكهم وأحسنهم سيرة.
وقال «هروشيوش» : إنه كان قد ولي عليهم ملك يقال له (اطفالش) .
ثم ولي عليهم بعده ملك اسمه (طشريك) وقتله الرومانيون.
ثم ولي مكانه ملك اسمه (تالبه) ثلاث سنين، وزوّج أخته من طودشيش ملك الرومانيين، وصالحه على أن يكون له ما يفتحه من الأندلس، ثم مات.
وولي مكانه ملك اسمه (لذريق) ثلاث عشرة سنة فزحف على الأندلس وقتل ملوكها، وزرد الطوائف الذين كانوا بها، وبقي الحال على ذلك نحوا من ثمانين سنة، ثم هلك لذريق.
وولي مكانه ابنه (وريقش) سبع عشرة سنة، وانتقض عليه البشكنس إحدى طوائف القوط فقهرهم وردّهم إلى طاعته، ثم هلك.
وولي بعده (الريك) ثلاثا وعشرين سنة، ثم قتل في حرب الفرنج.
وولي عليهم (أشتريك بن طودريك) وهلك بعد خمس سنين من ملكه.
وولي عليهم بعده (بشليقش) أربع سنين.
ثم ملك بعده ملك آخر اسمه (طوذريق) إحدى وستين سنة وقتله بعض أصحابه بإشبيلية.