للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كره بعض العلماء أن يقال في الإبتداء: عليك السّلام، احتجاجا بما روي عن أبي مكعت الأسديّ أنه قال «أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأنشدته» : (متقارب)

يقول أبو مكعت صادقا: ... عليك السّلام أبا القاسم!

فقال: يا أبا مكعت عليك السّلام تحيّة الموتى» . وجعل ابن حاجب النّعمان من ذلك قول عبدة «١» بن الطّبيب: (طويل)

عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحّما

«٢» قال ابن حاجب النعمان: ويكتب السّلام بإسقاط الألف في صدر الكتاب وعجزه. قال أبو جعفر النحاس: وقولهم في أوّل الكتاب سلام عليك، بالرفع ويجوز فيه النصب والاختيار الرفع وإن كان النّحاة قد قالوا: إنّ ما كان مشتقّا من فعل فالاختيار فيه النصب نحو قولك سقيا لك؛ لأن معنى السّلام في الرفع أعمّ، إذ ليس يريد أفعل فعلا، فيكون المعنى تحية عليك بنصب تحية. وقيل: سلام عليك بمعنى سلام لك. وسيأتي الكلام على إتباع السّلام الرحمة في الكلام على الخواتم فيما بعد إن شاء الله تعالى.

الطّرف السادس (في أما بعد)

اعلم أن «أما بعد» تستعمل في صدور المكاتبات والولايات وربما استعملت في ابتدائها. وهي مركّبة من لفظين أحدهما «أما» والثاني «بعد» . فأما «أما» فحرف شرط و «بعد» ظرف زمان إذا أفرد بني على الضم، قال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>